أكد الأكاديمي والخبير التربوي مبارك الحربي أن اللعب والترفيه والتسلية من أهم أسس وعوامل التربية، سواء ضمن الأسرة أو المجتمع وكذلك المدرسة، مشيرا إلى أن اللعب من الحقوق الأساسية للأطفال واليافعين حتى الشباب. وفيما يتعلق بغياب مراكز الترفيه العامة وحتى الخاصة وقلتها، قال الحربي ان هذا الأمر غريب أن يحدث في الكويت التي كانت مثالا في تقديم الأفضل على مستوى الخليج كما كانت متميزة في الكثير من النواحي والأمور التي بتنا نفتقدها بشكل كبير.
وأشار إلى أن للألعاب دورا كبيرا في العملية التربوية وتنشئة الأبناء سواء من حيث تفريغ الطاقات أو المشاركة والتجريب خصوصا في الألعاب التي تبدو غريبة وصعبة نوعا ما، وكذلك التحفيز على الجرأة والمغامرة وإثبات المقدرة لاسيما بين الأقران، فالطفل يتشجع عندما يرى نظيره يقدم على فعل ما أو تجربة لعبة كان يخاف منها، وأيضا تلعب وسائل الترفيه دورا إيجابيا في تكوين شخصية الأبناء من حيث اللعب الجماعي والتعاون والمنافسة والتحدي بأسلوب بسيط وبعيد عن المخاطر كون تلك المراكز الترفيهية عادة ما تكون خاضعة لشروط وقواعد عمل محددة من حيث الأمان وكذلك أعمار الأشخاص الذين يلعبون فيها، إضافة إلى أن العديد من الألعاب تتم دراسة تأثيراتها النفسية والجسدية على الأطفال واليافعين من حيث الأشكال والألوان وحتى توزيعها المكاني داخل مراكز الترفيه.
ودعا الحربي الجهات المعنية إلى الاهتمام أكثر بالجانب الترفيهي سواء القطاع العام أو الخاص أو من خلال التعاون المشترك بينهما، متمنيا أن تكون لدينا في الكويت مراكز ومدن ترفيهية في جميع المحافظات وأن تكون الألعاب فيها مجانا أو بأسعار رمزية لتتمكن جميع العوائل من اصطحاب أبنائهم والترفيه عنهم من دون أن يشكل ذلك عبئا عليهم، خصوصا أن الأطفال دائما يرغبون بقضاء أوقات طويلة في تلك الأماكن، كما يمكن الاستفادة من تجمع الأسر والأبناء في مكان واحد في نشر الرسائل التوعوية والتوجيهية وأن تكون هناك ملاعب رياضية مصغرة وألعاب مائية وإلكترونية وصالات سينما ومسارح ومكتبات عامة، وهذه الاستراتيجية متبعة في كثير من الدول وبمشاركة تربويين ومتخصصين في علم النفس والاجتماع والأنشطة العقلية والبدنية، مستغربا عدم إيجاد البدائل المناسبة للكثير من مراكز الترفيه التي تمت إزالتها، بينما الكثير من الدول المجاورة أصبحت متميزة ومتطورة في هذه المجالات، مع التفاؤل بوجود بعض المبادرات والمشروعات الترفيهية التي شكلت عامل جذب كبير للأبناء، مع الأمل في تسريع وتيرة العمل وبناء مدن ترفيهية متكاملة لما لها من دور تربوي وفوائد مادية للدولة والجهات التي تقيمها وتديرها.