(وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً - النساء: 128).
نزلت هذه الآية في سودة بنت زمعة رضي الله عنها التي لقبت بالمهاجرة أرملة المهاجر، لأنها أسلمت وهاجرت بدينها الى الحبشة مع زوجها السكران بن عمرو بن عبد شمس، وتحملت مشاق الهجرة ومتاعب الغربة، وتوفي زوجها بعد ان عاد معها من الحبشة وقبل الهجرة الى المدينة، وأمست سودة وحيدة لا عائل لها ولا معين، فأبوها مازال على كفره وضلاله، ولم يزل أخوها عبدالله بن زمعة على دين آبائه، فخشيت أن يفتناها في دينها، فلما سمع الرسول ما اصاب السيدة سودة بنت زمعة وصبرها والتجائها الى الله، خشي عليها بطش أهلها وهم اعداء الاسلام والمسلمين، فأراد أن يرحمها وينجدها من عذابها، ويعينها على حزنها، ويجزيها على اسلامها وإيمانها خيرا، فأرسل إليها خولة بنت حكيم - رضي الله عنها - تخطبها له، وكانت السيدة خديجة رضي الله عنها قد ماتت، وهو بغير زوجة، وكانت سودة قد بلغت من العمر حينئذ الخامسة والخمسين، بينما كان رسول الله في الخمسين من عمره.