حرّم النبي صلى الله عليه وسلم ظلم الناس وبخس حقوقهم وأجورهم واموالهم، فقال صلى الله عليه وسلم «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه»، ولقد نهى رسول الله عن خصم الأجور من دون سبب مشروع امتثالا لقوله عز وجل (ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين)، وقال صلى الله عليه وسلم «ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، ومن كنت خصمه خصمته: رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر اجيرا فاستوفى منه ولم يعطه اجره».
ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نقص الحقوق وتغيير العقود وعدم الالتزام بتطبيق العهود لقوله تعالى (ويل للمطففين)، وقال تعالى (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود.. الآية)، وكان من انصافه صلى الله عليه وسلم عندما كان ابو مسعود البدري رضي الله عنه يقول: كنت اضرب غلاما لي بالسوط وإذا بصوت ورائي «اعلم ابا مسعود ان الله أقدر عليك منك على هذا الغلام»، فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسقط السوط من يدي فقلت: لا أضرب مملوكا بعده ابدا، هو حر لوجه الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لو لم تفعل لمستك النار».
هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم العادل المنصف للضعفاء، واذا بحثنا عن الانصاف فهي اعلى درجاته، وعن مراعاة الحقوق وادائها الى اهلها، فسنجد ذلك كله عند محمد صلى الله عليه وسلم.