ليس هذا عنوانا لفيلم خيالي أو مسلسل «نتفلكسي»، بل سيكون واقعا مستقبليا يبدو أنه قد يصبح حقيقة،
فبعد الثورة الصناعية في أوروبا والعالم شهدنا تلاشي العديد من الوظائف وظهور أخرى جديدة، ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه مع الثورة المعلوماتية التي نعيشها الآن.
هل تتساءلون ماذا أعني وماذا سيحدث بعد؟!
المقصود هو الذكاء الاصطناعي، وهو أحد أبرز عناصر هذه الثورة المعلوماتية، ومن بين تجلياته «ChatGPT»، الذي يمكن أن أصفه بأنه الأب الشاب للعم غوغل والذي قد يحال للتقاعد قريبا.
وأجزم جزما، بأنه مع الأيام سننسى جوجل وسيكون الـ ChatGPT هو المسيطر على العالم التكنولوجي في مجال البحث وغيره.
تكونت هذا القناعة لدي في إحدى الليالي الرمضانية، حيث التقيت مع م.طارق الدرباس، الذي يبدو أنه يعيش في المستقبل، وكان على استعداد لعرض برنامج ChatGPT علي.
قررنا تجربة الذكاء الاصطناعي في الاستشارات الإدارية، وأدخلنا العديد من الفرضيات والمهام بشكل محدد، وانتظرنا 30 ثانية فقط أو ربما أقل، وكانت النتيجة مدهشة وصادمة: حقق ChatGPT المهمة بنجاح، لكننا طمعنا وطلبنا أن يمنحنا خيارات أخرى، فلم يبخل علينا بسخائه وعطائه.
لكن بعد أن راحت السكرة، ومع انتهاء الدهشة الأولى ونشوة اللحظة، وبعد استعراض النتائج أدركت أن هذا الأمر يتيح تداول المعلومات على نطاق واسع ومبهر، لكنه سيفتقر إلى عنصر الإبداع والابتكار، واللمسة البشرية.
سيكون لهذه التكنولوجيا على الاقتصاد والمجتمع وعالم الأعمال قول واحد، وكما حدث في الثورات السابقة (الزراعية والصناعية)، وستدفع الثورة المعلوماتية المجتمعات والعالم إلى الأمام، وسيتغير شكل الوظائف الحالي، وستنقرض وظائف كثيرة، وسوف تتأثر المجتمعات وتحدث أزمات علينا تحسسها والإعداد لحلها منذ الآن.
لكن لا تقلقوا، فستظهر وظائف جديدة تتناسب مع العالم الجديد بعد الوظائف التي ستنقرض وتكون نسيا منسيا، وستكون تلك الوظائف الجديدة متناغمة مع الثورة المعلوماتية الجديدة.
الحقيقة هي أن الثورة المعلوماتية، ومثلها من الثورات وما يتبعها من تغييرات، هي التي تقود البشرية للتقدم والتطور، لتأتي حقبة تنسخ الأخرى، وتستمر الحياة، ويستمر عقل الإنسان هو المعجزة الربانية التي تقود وتبني وتعمر الأرض والبشرية.
[email protected]