المسجد الأقصى هو أحد أكبر المساجد في العالم وأحد المساجد الثلاثة التي يشد المسلمون الرحال إليها كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى»، فهو المسجد الذي أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إليه وقد قال تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) «سورة الإسراء: 1»، وهو أولى القبلتين حيث صلى إليه المسلمون طوال الفترة المكية بالإضافة إلى 17 شهرا بعد الهجرة إلى أن أمروا بالتحول شطر المسجد الحرام. وظل المسجد الأقصى على مدى قرون طويلة مركزا مهما لتدريس العلوم ومعارف الحضارة الإسلامية ومركزا للاحتفالات الدينية الكبرى ويقع داخل البلدة القديمة بالقدس في فلسطين.
وقد بني المسجد الأقصى قبل الميلاد بأكثر من ألفي سنة فهو ثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام، وقد اختلف المؤرخون فيما بينهم على من وضع اللبنة الأولى لبناء المسجد، فمنهم من قال إن النبي آدم أبا البشر هو من بناه، والبعض يقول إنه سام بن نوح، وآخرون ذكروا أن النبي إبراهيم هو من عمد إلى بناء المسجد الأقصى، وترجح بعض الروايات أن أول من بناه هو آدم عليه السلام.
ويتكون الأقصى من عدة أبنية ويحتوي على عدة معالم يصل عددها إلى 200 معلم، منها مساجد وقباب وأروقة ومحاريب ومنابر ومآذن وآبار.
ويشمل المسجد الأقصى قبة الصخرة المشرفة، وهي القبة الذهبية الموجودة في موقع القلب منه، والجامع القبلي ذا القبة الرصاصية الواقع أقصى جنوبه ناحية القبلة. ويضم الجامع القبلي 7 أروقة وترتفع هذه الأروقة على 53 عمودا من الرخام و49 سارية من الحجارة.
وتوجد في ساحة الأقصى الشريف 25 بئرا للمياه العذبة، 8 منها في صحن الصخرة المشرفة و17 في الساحات السفلى، كما توجد مواقع للوضوء، وتوجد عدة مصاطب يصل عددها إلى 40 ترتفع عن الأرض بدرجة أو درجتين وتستخدم للجلوس والصلاة وتدريس العلم الشرعي وتستوعب كل الأعمار، وقد بني بعضها في العصر المملوكي ومعظمها في العصر العثماني.
والمسجد الأقصى بارك الله فيه وحوله والصلاة فيه فضلها كبير ولا يستطيع الدجال أن يدخله، وسمي بهذا الاسم لبعده عن المسجد الحرام، حيث إن كلمة الأقصى تعني البعيد، ويسمى أيضا بيت المقدس بمعنى أنه البيت المنزه أو المطهر.
والأقصى اليوم في أيدي بعض اليهود العابثين، وستقوم الأمة الإسلامية بإرجاعه فهو أمانة في عنق كل مسلم، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكتب لنا الصلاة فيه وأن يقهر الصهاينة المعتدين ونفرح بنصر الله العزيز الحكيم.