مبارك الخالدي
تجود الرياضة الكويتية بالكثير من النجوم الذين صالوا وجالوا في الملاعب، وتألقوا سواء في أنديتهم أو مع المنتخبات الوطنية، وحققوا العديد الإنجازات التي لن تسقط من ذاكرة التاريخ، ومن هؤلاء نجم المنتخب الوطني والنادي العربي السابق المدافع الصلب أسامة حسين الملقب بـ «سلطان الدفاع» كونه كان يشغل مركز قلب الدفاع وتميز باللعب بالبنية الجسمانية القوية والأداء الرجولي وقدرته على إيقاف المهاجمين، إذ لم يذكر تاريخه خوفه من أحدهم، وذلك ليس تقليلا منهم إنما لثقته في نفسه واحترامه لقدرات من أمامه من اللاعبين ودراسته لمكامن قوتهم وضعفهم قبل المواجهات، وهذا أحد الأسرار في نجاحه وتألقه. كما تميز بالقيادة داخل الملعب وهي صفة نادرة في اللاعبين لكن شخصيته القوية وفكره العالي جعلا منه قائدا يستحق الاحترام من زملائه وكذلك خصومه.
أسامة حسين من مواليد 1970، وتدرج مع فرق المراحل السنية في العربي واستمر حاملا شعار ناديه الأخضر حتى موسم 2002، والتحق بالفريق الأول بالعربي موسم 1986، وتوج معه بعدة بطولات وإنجازات جعلت منه أحد رموز ناديه الأخضر ذي الشعبية الجارفة في الكويت والمنطقة، حيث حقق لقب بطولة الدوري 5 مرات وفاز بلقب كأس الأمير 4 مرات، ومثلها لقب كأس ولي العهد.
وفرض أسامة حسين نفسه على الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني بقيادة البرازيلي فيليب لويس سكولاري عام 1990، ليستدعيه للانضمام الى الأزرق الذي كان يستعد وقتها لخوض بطولة كأس الخليج العاشرة في الكويت، علما ان سكورلاري كان وقتها مدربا للغريم التقليدي للعربي وهو القادسية، لكن المدرب صاحب النظرة الفاحصة لم يخف إعجابه بالسلطان، فاختاره رغم صغر سنه في وقتها، الأمر الذي جعل جماهير العربي تقف بقوه خلف المدرب في تلك الفترة التي شهدت عدة إنجازات.
وظل أسامة ضمن صفوف الأزرق حتى موسم ٢٠٠٢ فخاض معه ٩٥ مباراة دولية منها دورة الألعاب الصيفية في برشلونة ١٩٩٢.
وخلال مسيرته مع المنتخب حقق نجمنا كأس الخليج 3 مرات ١٩٩٠ في الكويت، و١٩٩٦ في سلطنة عمان، و١٩٩٨ في مملكة البحرين.
ولم يبتعد النجم الموهوب بعد اعتزاله عن المستطيل الأخضر فشخصيته القيادية وتعامله الإيجابي مع الجميع أهله لشغل منصب مدير المنتخب الوطني لسنوات، كما خاض انتخابات مجلس إدارة النادي العربي ٢٠١٩ وحقق رقما كبيرا ما يدل على شعبيته ومحبة الرياضيين من العرباوية له، ونجح في الفوز بمنصب نائب الرئيس لكنه لم يكمل المسيرة الإدارية في ناديه وآثر الابتعاد مبكرا حفاظا على الروابط الأخوية والرياضية التي تجمعه مع الكثيرين.