كان النبي صلى الله عليه وسلم دائما يحافظ على لسانه وكلامه، فلا تخرج الكلمة منه إلا بحساب ولا ينطق لسانه إلا بجميل القول وبديع البيان، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرضى أبدا ان يذكر المسلم احدا بسوء ولو كان ذلك مزاحا او من دون قصد وكان دائما يحذر من ان يتناول اللسان البعيد والقريب والحاضر والغائب بسيئ الكلام ولا يجامل في ذلك احدا على حساب احد ولو كان احب الناس الى قلبه وأقربهم من نفسه، ففي سنن ابي داود «أن عائشة رضي الله عنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية أنها كذا وكذا تقصد أنها قصيرة فقال: «لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته»، اي لو اختلطت بماء البحر لأنتنته، والبحر لا ينتن لأن مياهه كثيرة ولكن هذه الكلمة كبيرة مع ان صفية كانت بالفعل قصيرة».
وقال صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» لأن معظم الأعمال وجميع الأقوال تكون باللسان وباليد، وقدم اللسان على اليدين لأنه كما قال الأئمة: «صغير جِِرمُه كبير جُرْمُه» وكما قالوا: «مسه أوجع وملمسه أفظع وحده أحدّ ووقعه أشدّ».
فلنتعلم من مدرسة النبوة ان الكلمة الطيبة تصعد الى السماء فتفتح لها ابواب السماء (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه).