عُرِف النبي صلى الله عليه وسلم منذ صغره بالتواضع بين الناس في اقواله وافعاله، حيث ادرك صلى الله عليه وسلم ان العزة والرفعة في الدنيا والآخرة في التواضع، فلما اتم الله عليه النعمة وانزل عليه وحيه ازداد تواضعا وعزة، فنراه كما تحكي السيدة عائشة رضي الله عنها «يخصف نعله ويخيط ثوبه ويقيم بيته وكان في خدمة أهله».
ونراه مرة اخرى يقف للعجوز حتى يقضي لها حاجتها، ويقف للصغير حتى يسمع منه شكواه، ويلبي مطالبه ويقوم للفقير والضعيف حتى يوفي حقوقه ممتثلا أمر ربه (واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين).
ونراه مرة ثالثة يتلقى الوحي من السماء براحة واطمئنان، وربه تعالى يقول (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً)، ويقول (واقصد في مشيك واغضض من صوتك)، ويقول (ولا تمش في الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً)، فيخرج صلى الله عليه وسلم على اصحابه ويقول «ان الله اوحى إلي ان تواضعوا حتى لا يفخر احد على احد، ولا يبغي احد على احد»، لأنه قد علم ان التواضع يكسب السلامة ويورث الالفة ويرفع الحقد، ليتعلم المسلم كيف يتواضع للناس من حوله، فيقول في حق الكبير: سبقني الى الاسلام، وفي حق الصغير: سبقته الى الذنوب، اما القرين فيتخذه أخا ولا يتكبر عليه.