هادي العنزي
كثيرة هي المواجهات التي جمعت برشلونة الإسباني ومان يونايتد الانجليزي، ولعل أكثرها إثارة وجماهيرية تلك المباريات التي جمعتهما في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، ومن بين أكثر المباريات «وجعاً» لمحبي فريق «الشياطين الحمر» ومدربهم أليكس فيرغسون، تلك القمة الكبيرة التي اقيمت على ملعب ستاد الأولمبيكو في العاصمة الإيطالية (روما) في 27 مايو 2009.
تشكيلة برشلونة لم تكن أفضل يوما عنها في المباراة النهائية، بوجود الأرجنتيني ليونيل ميسي، والفرنسي تييري هنري، والكاميروني صامويل إيتو، ومن خلفهم الثنائي المتناغم تشافي وإنييستا، بقيادة المدرب الشاب بيب غوارديولا، وعلى الجهة الأخرى لم يكن يونايتد قليل كفاءات كروية، ومواهب فذة، في تلك القمة، حيث حصّن مرماه بالهولندي «الطويل» فان دير سار، وأمامه العملاقان الانجليزي ريو فرديناند، والصربي نيمانيا فيديتش، وفي الوسط هناك الإنجليزي الدولي مايكل كاريك، والقائد الويلزي ريان غيغز، وفي المقدمة واين روني، وكريستيانو رونالدو، لكنه افتقد من لا يعوض الاسكتلندي دارين فليتشر بسبب بطاقة حمراء نالها في نصف النهائي.
كلا الفريقين طمح بالكأس ذات الأذنين، وقد تحضرا جيدا للموقعة الكبيرة، وباغت الثعلب الكاميروني مرمى الإنجليز بهدف مبكر (10)، ولم يستطع «الشياطين» العودة بالنتيجة، لينتهي الشوط الأول بتقدم النادي الكتالوني بهدف وحيد.
بدأ الثلاثي الذهبي لبرشلونة «ميسي وتشافي وانييستا» عرضهم الفني في الشوط الثاني، وأخذوا يبهرون الجماهير و«الشياطين» بفنون كروية حديثة وممتعة، تناقلوا الكرة كيفما شاؤوا، وتحكموا في رتم المباراة صعودا وهبوطا، و«الفائز هو المتحكم»، والمتأخر لا يرى أبعد من «أرنبة أنفه»، وكذا كان حال الفريقين، ومدربيهما، لم يطل المقام على «البرسا» ليجهز على «الشياطين»، لكن غوارديولا وميسي أراداها أن تكون بطريقة غير تقليدية، استثنائية بدرجة مبهرة، وقد كان!
ميسي موهبة خارقة، وهداف من طراز رفيع، لكنه لا يجيد لعب الكرة بالرأس، فكيف له أن يفكر لمجرد المحاولة بالتسجيل برأسه، وأمامه ثلاثة من طوال القامة، فان دير سار، وفرديناند، وفيديتش، لكن «المتحكم» دائما يفعل ما يريد، وقد تحكم «البرسا» بكل من في «الأولمبيكو»، فبعثروا صفوف يونايتد، وهزموهم نفسيا، قبل أن يرتقي «القصير» ميسي لكرة عرضية مسجلا هدفا تاريخيا برأسه من بين «العمالقة»!
وقال ميسي في مقابلة مع راديو «آر أي سي 1»: «هو أفضل هدف في مسيرتي»، فيما علق كاريك بعد المباراة: «لقد بدا الأمر كأنهم يمتلكون الكرة ويلعبون مع أنفسهم»، وقالت الكرة كلمتها «المهارة هي الأهم».