في اليوم الأول من زيارة الدولة التي يجريها لهولندا، كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون امس في خطاب من لاهاي عن الخطوط العريضة لرؤيته عن «السيادة الأوروبية» الجديدة، مؤكدا على أهمية «تقرير مصيرها» بنفسها.
وخلال إلقائه الخطاب قاطع محتجون كلمة ماكرون، وصاح محتجون متواجدون في القاعة «أين الديموقراطية الفرنسية؟» و«اتفاقية المناخ لا يتم احترامها» رافعين لافتة كتب عليها بالانجليزية «رئيس العنف والنفاق».
وأكد الرئيس الفرنسي من لاهاي على أهمية تقرير القارة الأوروبية لتقرير مصيرها، وذلك خلال خطاب ألقاه كشف فيه عن الخطوط العريضة لرؤيته بشأن «السيادة الأوروبية».
وقام محتجون بمقاطعة كلمة ماكرون وهتفوا في القاعة «أين الديموقراطية الفرنسية؟» و«اتفاقية المناخ لا يتم احترامها» رافعين لافتة كتب عليها بالانكليزية «رئيس العنف والنفاق».
وبعد انقطاع دام دقيقة، تمكن الرئيس الفرنسي من استئناف كلمته قائلا «من المهم إجراء نقاش اجتماعي».
وأضاف «يمكنني أن أجيب على جميع الأسئلة المتعلقة بما نناقشه في فرنسا.. هذه ديموقراطية والديموقراطية هي بالضبط مكان يمكنك التظاهر فيه» ورؤية «هذا النوع من التدخل».
وأشار ماكرون إلى أنه «في اليوم الذي تقول فيه لنفسك (عندما أختلف مع القانون الذي تم تمريره أو مع الأشخاص الذين تم انتخابهم، يمكنني أن أفعل ما أريد لأنني أقرر بنفسي شرعية ما أفعله) فأنت تعرض الديموقراطية للخطر».
وبعد أن أكمل خطابه حول السياسة الاقتصادية الأوروبية، تطرق الرئيس الفرنسي إلى صميم مشروعه الإصلاحي.
وقال «عندما أقارن» بالدول الأوروبية الأخرى، يجب أن يكون الفرنسيون «أقل غضبا تجاهي، لأن سن التقاعد في بلدكم أعلى بكثير، وفي العديد من الدول في أوروبا يزيد عن 64».
ويجري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة دولة إلى هولندا انطلقت امس تدوم يومين، يلقي خلالها كلمة حول أوروبا في ضوء تصريحاته التي أدلى بها خلال رحلته إلى الصين وأثارت جدلا.
وهذه الزيارة هي الأولى لرئيس فرنسي إلى هولندا منذ نحو 23 عاما.
واستقبل الملك فيليم ألكسندر وزوجته ماكسيما ماكرون وزوجته بريجيت وسط مراسم عسكرية في القصر الملكي في أمستردام. وعند نزول الزوجين الرئاسيين من السيارة، هتف الحشد مرحبا بهما.
وعند نزول الزوجين الرئاسيين من السيارة، هتف الحشد مرحبا بهما، في وقت تشهد فرنسا حركة احتجاج واسعة رفضا لإصلاح نظام التقاعد، أرغمت على إلغاء زيارة للعاهل البريطاني الملك تشالز الثالث إلى باريس.
وتجمع مئات الأشخاص خلف الحواجز لرؤية ماكرون وزوجته. وتحت أشعة الشمس الربيعية، انحنيا أمام النصب التذكاري الوطني المقابل للقصر الملكي والمقام تخليدا لذكرى الضحايا الهولنديين في الحرب العالمية الثانية.
وعلاوة على مأدبة غداء خاصة، نظم الملك وزوجته عشاء دولة على شرف إيمانويل وبريجيت ماكرون بحضور شخصيات مثل المهندس المعماري ريم كولهاس ومدير طواف فرنسا للدراجات الهوائية كريستيان برودوم.
وتأتي الزيارة في وقت تشهد فيه فرنسا حركة احتجاج واسعة رفضا لإصلاح نظام التقاعد، أرغمت على إلغاء زيارة للعاهل البريطاني الملك تشالز الثالث إلى باريس. وستكون أزمة نظام التقاعد حاضرة خلال هذه المرة كما خلال زيارة ماكرون إلى الصين، فيما تستعد فرنسا ليوم تعبئة جديد غدا.
من جانبه، رأى مدير المعهد الپولندي للعلاقات الدولية سلافومير ديبسكي «حصل موت دماغي في مكان ما بالتأكيد»، مستخدما توصيفا أطلقه ماكرون في الماضي على حلف شمال الأطلسي ناتو وأثار ردود فعل شديدة.
ويبقى الأوروبيون الشرقيون الذين عانوا لوقت طويل من النظام السوفياتي، شديدي التمسك بحلف شمال الأطلسي وبالحماية الأميركية، وينظرون بتشكيك إلى الدفاع الأوروبي الذي تدعو إليه فرنسا، ولو أنها تشدد على أنه يفترض أن يكون مكملا للحلف وليس منافسا له.