عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا» (متفق عليه)، وعن ابي موسى الأشعري رضي الله عنه انه لما بعثه مع معاذ بن جبل الى اليمن أوصاهما بوصية قال فيها: «يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا» (متفق عليه).
في هذين الحديثين، يؤكد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان منهج الاسلام الحق هو الوسطية والاعتدال، فلا تشدد في فتوى، ولا تطرف في دعوة، فالشريعة الاسلامية مبناها على اليسر ورفع الحرج، والتخفيف والرحمة والسماحة، كما دلت على ذلك العديد من النصوص القرآنية، يقول الحق سبحانه وتعالى في آية الصيام (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ـ البقرة: 185)، وفي ختام آية الطهارة يقول عز وجل (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ـ المائدة: 6)، وعقب احكام النكاح والمحرمات يقول عز وجل (يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا ـ النساء: 28)، وفي أحكام القصاص والعفو يقول سبحانه وتعالى (ذلك تخفيف من ربكم ورحمة ـ البقرة: 178).
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الاعلى والقدوة الطيبة في تطبيق منهج التيسير والتخفيف عن المسلمين، فلما أصابت عمرو بن العاص جنابة في ليلة باردة، فصلى من دون اغتسال مكتفيا بالتيمم، والماء موجود، فشكاه من معه الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟ فقال: نعم، ذكرت قول الله تعالى (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ـ النساء: 29)، فتيممت وصليت، فضحك رسوال الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا.