تتكرر ليلة القدر كل عام هجري في شهر رمضان المبارك، فهي إحدى ليالي العشر الأواخر من رمضان وهي خير من ألف شهر، لأن القرآن الكريم نزل بها وتتنزل الملائكة وجبريل فيها ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله وينزلون بكل أمر قضاه الله في تلك السنة من أرزاق للعباد، وهي ليلة بركة ورحمة وخير وعتق من النار.
وهناك علامات خاصة لليلة القدر فتكون الإضاءة قوية في تلك الليلة ويشعر المسلم بطمأنينة بالقلب وانشراح الصدر وتكون الرياح فيها ساكنة وتكون ليلة هادئة لا يسمع فيها أي ضجيج أو نباح كلاب وتطلع الشمس لاحقا في صبيحتها من غير شعاع أو تكون حمراء أو ان ليلتها تكون معتدلة ليست باردة ولا حارة.
وسميت ليلة القدر بهذا الاسم من القدر وهو الشرف، وعندما نقول إن فلانا ذو قدر عظيم أي ذو شرف، وفي هذه الليلة يقدر فيها ما يكون في تلك السنة فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذه حكمة الله سبحانه وتعالى. ومعنى القدر: التعظيم، أي انها ليلة ذات قدر لخصائصها التي اختصت بها وتقدر فيها أحكام السنة، ولأن المقادير تقدر وتكتب فيها.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان». وقال أيضا: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
وإن الله عز وجل عظم أمر ليلة القدر، فقال تعالى: (وما أدراك ما ليلة القدر) «سورة القدر: 2»، فلهذه الليلة شأن عظيم وفيها يكون العمل الصالح ذا قدر عند الله خيرا من العمل في ألف شهر، ومن يصادف تلك الليلة ينال من عظيم بركاتها فضل ثواب العبادة.
وقيام ليلة القدر يكون بالصلاة فيها وإطالتها بالقراءة أفضل من تكثير السجود مع تقليل القراءة، وكذلك فإن الدعاء يكون مستجابا فيها، والكل يجتهد في هذه الليلة وتكثر فيها الصدقات وأعمال الخير خاصة لأن الأجور مضاعفة في هذا الشهر الكريم.
ويجب على المسلم أن يسير على الهدي النبوي، وأن يجتهد في هذه الليلة المباركة، وأن يكثر من التكبير والتهليل والتسبيح والحمد لله فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله للصلاة في ليالي العشر الأواخر. أدعو الله أن يبلغنا جميعا ليلة القدر، وأن يحقق لنا كل أمانينا وأن نكون من المقبولين والفائزين بالجنة، وأن يعتقنا نحن ووالدينا وجميع المسلمين من النار.