بسبب العصبية شب خلاف شديد بين خير الناس المهاجرين والانصار، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» (البخاري)، وقد نزل فيهم قرآن يتعبد بتلاوته إلى يوم الدين، قال تعالى: «رضي الله عنهم ورضوا عنه» ومع هذه المكانة السامية يصدر منهم تعصب بسبب غير شرعي، أفضى إلى التحزب المؤدي إلى الشقاق والغضب ولربما التقاتل. عن جابر بت عبدالله رضي الله عنه يقول: غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم وقد ثاب معه ناس من المهاجرين حتى كثروا وكان من المهاجرين رجل لعاب، فكسع أنصاريا، فغضب الانصاري غضبا شديدا حتى تداعوا وقال الانصاري: يا للانصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما بال دعوى أهل الجاهلية، ثم قال: ما شأنهم فأخبر بكسعة المهاجري الانصاري، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوها فإنها خبيثة».
فيبين النبي صلى الله عليه وسلم أن تعصب الرجل لطائفته مطلقا فعل أهل الجاهلية، فأما نصرها بالحق من غير عدوان فواجب او مستحب، فإذا كان هذا التداعي في الاسماء ومن هذا الانتساب الذي يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فكيف بالتعصب والتداعي للنسب والاضافات التي هي إما مباحة أو مكروهة؟!