أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على قيمة التواضع كفضيلة تجلب للإنسان رضا الله عز وجل ورضا الناس، فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفجر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد». والتواضع ليس قيمة سلبية ولا يعني بأي حال من الأحوال ان يتنازل المرء عن شيء من كرامته، وإنما يعني القرب من الناس والتعامل معهم على أنهم بشر يتفقون في الجوهر، وانه لا فضل لإنسان على آخر إلا بالتقوى. فالإنسان المتواضع ليس ضعيفا، فالتواضع لا يعني الضعف بل هو إنسان قوي وتواضعه يدل على قوة شخصيتة وثرائها الداخلي، وعلى ثقة الشخص المتواضع بنفسه، أما الاستعلاء والتكبر على الآخرين فإنهما دليل ضعف الشخص. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر»، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا. قال: «ان الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس» رواه مسلم. وفي هذا التوجيه النبوي الكريم يحذر رسول صلى الله عليه وسلم من رذيلة الكبر، وان بطر الحق اي دفعه وعدم قبوله، وغمط الناس أي احتقارهم وازدراؤهم من مقومات الكبر الشاملة للمعنويات والمحسوسات، تلك المقومات التي تستمد وجودها الظاهري من المعاني الباطنية ومستودع الكثير منها القلب.