ذو القرنين هو ملك صالح آمن بالله وبالبعث والحساب، فمكن الله له في الارض، وقوى ملكه، وبدأ ذو القرنين التجوال في الأرض، داعيا الى الله فاتجه غربا، حتى وصل للمكان الذي تبدو فيه الشمس كأنها تغيب من ورائه، وكان يظن الناس أنه لا يابسة وراءه، فألهمه الله - أو أنه مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار، فإما أن يعذبهم أو أن يحسن إليهم، فما كان من الملك الصالح، إلا أن وضح منهجه في الحكم، فأعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة، أما من آمن فسيكرمه ويحسن إليه، بعد ان انتهى ذو القرنين من أمر الغرب، توجه للشرق فوصل لأول منطقة تطلع عليها الشمس فحكم ذو القرنين في الشرق بنفس حكمه في المغرب، ثم انطلق ذو القرنين الى قوم يعيشون بين جبلين أو سدين بينهما فجوة، وكانوا يتحدثون بلغتهم التي يصعب فهمها، وعندما وجدوه ملكا قويا طلبوا منه أن يساعدهم في صد يأجوج ومأجوج بأن يبني لهم سدا لهذه الفجوة مقابل خراج من المال، فوافق الملك الصالح على بناء السد لكنه زهد في مالهم وقام بجمع الحديد ووضعه في الفتحة حتى تساوى الركام مع قمتي الجبلين ثم أوقد نارا على الحديد وسكب عليه نحاسا مذابا ليلتحم فسدت الفجوة وانقطع الطريق على يأجوج ومأجوج فلم يتمكنوا من هدم السد.