ان للصحبة والرفقة اثرا كبيرا في بناء شخصية الانسان، لذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «المسلم على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»، كما تؤثر الصحبة في تربية الانسان سلبا وايجابا، فالصحبة السيئة بالغة الأثر في بناء شخصية الانسان، ويمكن ان تؤدي به الى الانحراف، سواء عن القيم الانسانية او المجتمعية او الدينية، والسنة النبوية تمتلئ بالدروس التي يمكن استخلاصها منها وابرزها دور الصديق رضي الله عنه في المؤازرة وتحقيق الهدف والتقوى والعون على مصاعب الحياة، لذا كان رفيق الرسول صلى الله عليه وسلم في صحبته في كل مراحل حياته، وقد كان خير رفيق وصديق له صلى الله عليه وسلم منذ بدء الرسالة الى الوفاة. وقد جاء في السنة النبوية العديد من الأحاديث الشريفة التي تحث على اختيار الرفيق الصالح، وتذكر صفاته، وتحذر من اختيار رفيق السوء، منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا: هلموا الى حاجتكم، قال: فيحفونهم بأجنحتهم الى السماء الدنيا، وقال: فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم: ما يقول عبادي؟ قالوا: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك»، وقال صلى الله عليه وسلم «إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافح الكير، فحامل المسك إما ان يحذيك واما ان تبتاع منه واما ان تجد منه ريحا طيبة ونافح الكير اما ان يحرق ثيابك واما ان تجد ريحا خبيثة».