الدوحة - فريد عبدالباقي
محمد علي كلاي.. رياضي وملاكم أميركي، يعتبره الكثيرون أعظم ملاكم على مرّ التاريخ، حيث تمتع بكاريزما مؤثرة جعلته يحظى باهتمام الجماهير وحبهم، وقد حقق خلال مسيرته العديد من الإنجازات المهمة واشتهر أيضا بنشاطاته الخيرية.
ويعتبر 7 فبراير 1965 تاريخا مهما للغاية في حياة البطل العالمي، حيث وقف أمام الآلاف ممن تحلقوا حول الحلبة بعد فوزه على سوني ليستون وإزاحته عن عرش الملاكمة وهو بعمر الـ 22 عاما، وأعلن إسلامه مرددا: «أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله» ولاحقا غير اسمه من كاسيوس كلاي إلى محمد علي.
وكانت له العديد من المواقف خلال مسيرته الاحترافية، حيث رفض الانضمام إلى الجيش الأميركي في حرب فيتنام الشهيرة، وأطلق حينها تصريحا هز العالم بأسره، وبات حديث الشارع وكل وسائل الإعلام، قائلا: يطلبون مني الذهاب إلى مكان بعيد، لأطلق النار على الشعب الفيتنامي، ونحن هنا أصحاب البشرة السمراء نتلقى معاملة الكلاب ولا نمتلك أبسط الحقوق، فإذا كانت الحرب ستعطي الحرية لـ 22 مليونا من أهلي سأشارك غدا، وبسبب إصراره على عدم الذهاب للحرب، سحب اللقب منه في عام 1967.
وبعد اعتزاله الملاكمة مطلع ثمانينيات القرن الماضي، صار محمد علي يؤدي أدوارا إنسانية، حيث زار مجموعة من الدول الأفريقية، وكذلك أعلن نصرته للقضية الفلسطينية، كما أسلم على يديه أكثر من مليون أميركي، وخصص دخلا سنويا يقارب 200 مليون دولار لأنشطة تخدم الإسلام، كما حوّل قصره إلى جامع ومدرسة لتعليم القرآن الكريم، وقام ببناء أكبر مسجد في شيكاغو والذي بات مركزا إسلاميا، وعرف عنه أنه يقوم بشراء الكتب الإسلامية ليوزعها مجانا على المسلمين.
هذا، وقام محمد علي بزيارة الكويت في العام 1972، وأقيم له مهرجان رياضي كبير في النادي العربي، وقدم له نسخة من المصحف الشريف هدية له، كما تضمن المهرجان العديد من الفقرات المنوعة، حيث أقيم عدد من النزالات في الملاكمة، وعرض لكمال الأجسام، وفي ختام المهرجان أقيم نزال استعراضي بين كلاي والملاكم الأميركي ألونزو جونسون امتد لـ10 جولات.
ومن مواقفه الشهيرة أن غرفة هوليوود التجارية، قررت في 2002 تكريمه بوضع نجمة باسمه في ممشى المشاهير، لكنه رفض أن يوضع اسمه على الأرض، وقال وقتها: لا يمكن أن أقبل بأن تطأ أقدام الناس على اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقد احترم المسؤولون رغبته فوضعوا نجمة التكريم على حائط مسرح «دولبي» في ممر الشهرة.
وقد توفي محمد علي الذي كان يعاني من مرض باركنسون أو الشلل الرعاش لفترة طويلة، عن عمر ناهز 74 عاما في 4 يونيو 2016.