خلال مشاهدة التلفاز في شهر رمضان المبارك، لا يسعني إلا أن ألاحظ نمطا مألوفا، لاسيما من وسائل الإعلام التي تديرها الدولة، والإعلام الخاص في شكل وعي اجتماعي وتنبيهات اجتماعية.
من الإعلانات التلفزيونية الشائنة المنتظرة لشهر رمضان، إلى الأفكار التي تذكرنا بماضينا في هدايا قرقيعان والنقصة، فإن التيار الأساسي هو ذكريات الماضي. طبعا، إنه لأمر رائع أن نخصص هذا الوقت لتكريم تقاليدنا، إذ إنه - مع الأسف - الوقت الوحيد من العام حيث يمكننا أن نتوقع أن تعمل جداولنا في وئام.
لكن التنقل عبر القنوات التلفزيونية أعطاني منظورا مختلفا، حيث أظهر لي ما ينفقه الآخرون في المنطقة على مواردهم خلال فترات مشاهدة التلفزيون بأوقات الذروة خلال شهر رمضان.
وبينما نكافح للعثور على أي محتوى مثمر في الأعمال الدرامية الرمضانية التقليدية على قنواتنا المحلية، فإن عددا قليلا من الشركات الخاصة المحلية يتقدم من خلال التركيز على جوانب المسؤولية الاجتماعية للشركات، مثل زيادة الوعي بقضايا كالصحة العقلية وتعزيز الصحة البدنية من خلال البطولات الرياضية.
مع ذلك، إن المقارنة السريعة مع جيراننا وإخواننا في دول الخليج العربي تكشف لنا أن هناك الكثير من الفرص الضائعة. وعلى سبيل المثال، تنوعت القنوات الفضائية السعودية في حملات التنبيه الاجتماعي، مع عروض تسلط الضوء على الجهود الاستراتيجية للحكومة نحو تحقيق أهدافها الاقتصادية.
ومن خلال هذه التكتيكات، فهم يشاركون المجتمع في أوقات الذروة ويثبتون شفافيته واستجابته ومساءلته، وجميعها جزء لا يتجزأ من بناء علاقات إيجابية بين الحكومة والشعب.
في الوقت ذاته، فإن دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى التي تزدهر سياسيا واقتصاديا تنصب على عرض الفرص العقارية والسياحية من خلال حملاتها الإعلامية، فضلا عن دعوة نجوم بارزين لجذب المزيد من الاهتمام إلى بلدانهم وتسليط الضوء العالمي على جهودهم المتواصلة لتنويع اقتصاداتهم، والقاسم المشترك في نجاح جيراننا هو قدرتهم على استخدام قنوات إعلامية متنوعة لإعادة رسائلهم الخاصة بالحركة إلى الأمام والاستقرار والتنمية، والاعتراف بقوة المصادر الإعلامية المتزايدة باستمرار والتي لم تفشل أبدا في الوفاء بوعودها في الوصول والشعبية. ومع ذلك، وفي ظل اقتصاد يختنق بجمود الأفكار وبتراجع في أعرافه الاجتماعية، تستخدم قوة وسائل الإعلام ببساطة لإبقائنا راكدين مثل اقتصادنا في ماضينا الناجح، كما يبدو أنها كانت النقطة الأخيرة في التقدم الحقيقي.
لسوء الحظ، من الواضح للغاية أن أي محاولة لتحدي العقلية المحافظة المحلية قوبلت باستمرار بالتحديات، تلك التي تستفيد منها الدول المجاورة أكثر من خلال الترحيب بهم واحتضانهم في مجتمعاتهم، من الفنون إلى رجال الأعمال المشهورين عالميا وحتى الأطباء، لهذا من المحزن رؤية هذه المواهب تنشر أجنحتها في بلدان أخرى غير التي يمثلونها. فعليا، لقد حان الوقت لأن ندرك أن العالم من حولنا يتغير، وأن نتبنى التغيير كجزء من ثقافتنا وليس شيئا يتعارض معها.