في كل خطاب يلقيه سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، دائما ما تكون هناك دروس وقواعد إرشادية تتسم بالحكمة ورجاحة العقل في إدارة الأمور، إذا اتبعناها جيدا فإن النتائج ستفوق كل التوقعات، وسنحقق ما نطمح إليه جميعا من نهضة حقيقية سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي وسنتغلب على جميع الخلافات السياسية وسنتخطى العقبات وسننزع فتيل الأزمات المتأججة، فالأمر برمته يتطلب فقط أن ننتبه لكلمات سموه وأن نحفظها عن ظهر قلب ونعمل بها ونجعلها نبراسا لضمائرنا كلما تشابهت علينا الطرق.
وفي خطاب سمو ولي العهد، حفظه الله ورعاه، أثناء أداء اليمين الدستورية لحكومة رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح جاءت درر الكلمات والتي حملت الحكومة الجديدة بكل أعضائها المسؤولية، وحثتهم على أن يكونوا جنودا في ساحات التطوير، وأن يكون الدافع الأول لعملهم هو الشعور بالواجب، والمسؤولية الصادقة إزاء مصلحة الوطن وشعبه، وأن يكونوا سببا في ازدهار الوطن وتقدمه، وتجاوز أي عقبات قد تواجههم.
ولمن يتمعن بالنظر في بواطن الأمور، سيلاحظ أن كلمات سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد دائما ما تؤكد على تفعيل مبدأ المشاركة سواء على المجتمعي أو السياسي، ونرى ذلك جليا حينما يدعو سموه إلى تحقيق التعاون المثمر بين السلطات، وهذا ما يكشف عن قوة القراءة الواقعية للحياة السياسية في معرفة تفاصيل الأزمة التي تحاصرنا والممثلة في بعض الخلافات بين أهل السياسة، وأن الوقت قد حان للتغاضي عنها، وأن نجتمع معا ونتفق على هدف واحد لا بديل عنه وهو تحقيق مصلحة الوطن والحرص على تقديم الأفضل له، وأن نكون جميعا قادرين على تأدية واجبنا نحوه دون تقصير أو تهاون، وأن نقتنع بأننا نمر بمرحلة فاصلة في التاريخ في ظل التغييرات العالمية التي تحدث من حولنا، وأنه يجب علينا أن نعد لها العدة لنتعامل منها.
انتظر من حكومتنا ووزرائها أمرين، الأول منهما أن يكونوا محلا للثقة التي منحت لهم، أما الثاني فيتمثل في تحقيق ترجمة حقيقية لخطاب سمو ولي العهد، ولا نريد منهم سماع التصريحات والكلمات الرنانة بل ننتظر خطط عمل، وخطوات جدية على طريق الإصلاح، وأن تكون هناك بداية لتعاون حقيقي بين جميع السلطات وأجهزة الدولة، وأن يحققوا آمالنا في التخلص من جميع العقبات التي واجهتنا مسبقا، فلم يعد هناك مجال للخلاف وأن إهدار دقيقة واحدة في التوقف عن العمل سيضر بالوطن وأبنائه.
رسالتي للجميع: منحنا الله وطنا طيبا اعتاد على تقديم الخير لنا، واجبنا نحوه أن نحافظ عليه ونصون استقراره ونحفظ أمنه، وأنبهكم جميعا إلى العبر والدروس فكم من أوطان مزقتها الخلافات، وكم من أوطان عاشت شعوبها في عناء وشقاء بسبب النزاعات، فلنحافظ على كويتنا ونرد لها الجميل ونوفي لها بالعهد ونؤدي واجبنا نحوها دون تقصير حفظ الله الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه.
[email protected]