موقف تربوي في ترسيخ مبدأ الشورى ظهر جليا في غزوة الأحزاب، لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بزحف الاحزاب الى المدينة وعزمها على حرب المسلمين، استشار اصحابه وقرروا بعد الشورى التحصن في المدينة والدفاع عنها، واشار سلمان الفارسي رضي الله عنه اعتمادا على خبرته في حرب الفرس بحفر خندق حول المدينة، وقال: يا رسول الله، إنا كنا بأرض فارس اذا حوصرنا خندقنا علينا، فوافقه واقره النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بحفر الخندق حول المدينة، وتم تقسيم المسؤولية بين الصحابة، لقد انزل الرسول صلى الله عليه وسلم المشورة منزلتها ورسخها في حياة الامة، اذ الحاجة إليها في الشدائد والقرارات المصيرية على غاية من الأهمية، فالشورى استفادة من كل الخبرات والتجارب واجتماع للعقول في عقل، وبناء يساهم الجميع في اقامته، لذا قال الله عز وجل (وأمرهم شورى بينهم ـ الشورى: 38).
فالسنة النبوية تعتبر بأحداثها وتفاصيلها مدرسة نبوية متكاملة لما تحمله بين ثناياها من المواقف التربوية العظيمة والفوائد الجليلة التي تضع للدعاة والمعلمين والمربين منهج التربية وحسن التعامل مع مواقف الحياة ومجرياتها.