الوفاء كلمة تحمل معاني عظيمة، فهي تعني الإخلاص والتضحية والبذل والعطاء والبعد عن الغدر والخيانة ونقض العهود والوعود والمواثيق، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أوفى الناس وأخلصهم وفاء مع ربه ووفاء في عبوديته ووفاء مع الناس من حوله، صغارهم وكبارهم مسلمهم وكافرهم ووفاء مع عمه وأبيه وأمه ومع اصحابه وزوجاته.
وقد تعددت صور وفاء النبي صلى الله عليه وسلم وأشكاله وفاق وفاؤه لزوجاته كل تصور فها هو يعيش مع خديجة رضي الله عنها حياة ملؤها الحب والوفاء فلما ماتت كان أعظم وفاء لها صلى الله عليه وسلم حتى إن أم المؤمنين عائشة رضي اللَّه عنها لما رأته صلى الله عليه وسلم يكثر من ذكر خديجة رضي اللَّه عنها قالت: مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبيِّ ﷺ مَا غِرْتُ عَلَى خديجةَ رضي اللَّه عنها، ومَا رَأَيْتُهَا قَطُّ، ولَكِنْ كَانَ يُكْثِرُ ذِكْرَهَا، وَرُبَّما ذَبح الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أَعْضَاء، ثُمَّ يَبْعَثُهَا في صدائِق خدِيجةَ، فَرُبَّما قلتُ لَهُ: كَأَنْ لَمْ يَكُنْ في الدُّنْيَا إِلَّا خديجةُ! فيقولُ: إِنَّها كَانَتْ، وكَانَتْ، وكَانَ لي مِنْهَا ولَدٌ متفقٌ عَلَيهِ. انه الوفاء النادر الذي لم تعرف البشرية له مثيلا، كيف لا يفي لها وهي التي واسته بمالها وكانت أول من صدقت وهي التي ثبت الله عز وجل بها فؤاده وقوى عزيمته فكانت البلسم الشافي لآلامه وأحزانه. أما عن وفائه صلى الله عليه وسلم مع أعدائه فكان صلى الله عليه وسلم يحافظ على عهوده ووعوده ومواثيقه مع الناس، وإن كانوا من غير المسلمين.