مثّلت الكلمة التي ألقاها سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، نيابة عن صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظهما الله، بمناسبة العشر الأواخر من رمضان، تلك العادة الأميرية التي ألفناها في كل عام، نظرة أبوية حانية من قبل القيادة على أبناء الوطن العزيز، وبهذه المناسبة الجليلة العظيمة أدعو الله أن يحفظ بلادنا الكويت الغالية، وأن يتقبل من الجميع ويجعلنا جميعا ممن قام رمضان إيمانا واحتسابا.
ومن الكلمة السامية استمد المواطن الكويتي دفء الظل الأبوي وقرار الحاكم الحكيم، حيث العودة لتطلعات الشعب الكويتي باختيار ممثليه للمرة الثانية بعد الإعلان عن حل مجلس الأمة 2020 الذي يحل للمرة الثانية، وما بين القضية من الوجهة الدستورية والمجلس العائد في الضمير الشعبي وجدنا الدعم الاجتماعي والسياسي لقرار الحل والدعوة للانتخابات، وفي الدعوة الموجهة للحكومة للقيام بمسؤولياتها في الإصلاح والسير بالبلاد وإدارتها نحو الحوكمة وتقديم الحكومة لمشاريعها التي هي أساس في دفع عجلة التنمية المستدامة بالبلاد في ظل اختيار مجلس يمثل الشعب الكويتي.
ومن مضامين الكلمة الطيبة المباركة الوجه الاجتماعي الذي فيه مباركة ودعاء لأرواح الشهداء، ودعوة لأبناء الوطن للعمل على التمسك بالدستور والالتفاف حول القيادة السياسية، والدعوة للمحافظة على الكويت، ومن باب حمل الأمانة للمواطن بحسن الاختيار في التوجه والانتخاب في الشهور القادمة. وكان جليا في الكلمة تلك المشاعر التي دعا بها سمو ولي العهد، أن يحفظ الله الكويت من الحاسدين والعابثين.
ومن المضامين التي حملتها الكلمة السامية مطالبة السلطتين بدفع الخلاف وبدء العمل الحقيقي بينهما، لاسيما أن القيادة السياسية تنأى بنفسها عن التدخل، وأن السلطة ليست بعيدة عن المشهد بل تطبق الديموقراطية، وأن العمل وفق السلطات من مسؤولية السلطات، وأن القيادة ليست بعيدة عن المراقبة والتوجيه والنصح من قبل صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد، وأن الإجراءات الدستورية المتبعة من حق سموه ما لم تقم السلطتان بتصحيح المسارات والبدء بالإصلاحات.
ولم يفت سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، في كلمة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظهما الله، التذكير بأن القضاء محيد تماما عن هذه الخلافات السياسية، وأن النزاهة سمة القضاء الكويتي، وقد وضع سموه الضابطة التي يجب أن يسير عليها رعاة السلطتين التشريعية والتنفيذية ألا وهي الانضباط في العمل السياسي بالكويت.
كما جاء التأكيد في هذه الكلمة على أن المشهد السياسي محتدم بالخلافات وهذا ما يؤلم القيادة السامية لألم شعب الكويت، لكن تلك الخلافات لم ولن تطول الثوابت الوطنية، والعزم بالكلمة ممثلا بالتأكيد على أن القيادة الحكيمة متمسكة بالثوابت الدستورية والقانون، وأن الرغبة الأميرية منسجمة تماما مع الإرادة الشعبية وتحقيق طموحات الشعب وتطلعاته، ويجب أن يكون ذلك في المجلس القادم. لذلك أدعو السلطتين التشريعية والتنفيذية للمحافظة على المكرمات الأميرية التي تقف على مسافة تراقب وتنصح وتعمل متمسكة بالدستور.
[email protected]