عبدالعزيز جاسم
تجود الرياضة الكويتية بالكثير من النجوم الذين صالوا وجالوا في الملاعب، وتألقوا سواء في أنديتهم أو مع المنتخبات الوطنية، وحققوا العديد الإنجازات التي لن تسقط من ذاكرة التاريخ، ومن هؤلاء عملاق الدفاع او الصقر كما كان يلقب، لاعب نادي السالمية ومنتخبنا الوطني السابق محبوب جمعة.
ولد محبوب جمعة في العام 1955 ومثل ناديه السالمية في موسم 1975 بعد فترة من التدرج الطبيعي في مرحلة الناشئين والشباب، اذ ظهرت خلالهما موهبته المبكرة. وكان يجيد اللعب في مركز قلب الدفاع، او الظهير الايسر عند الحاجة لتغطية هذا المركز وكان يؤدي بفاعلية عالية.
وقد نال اعجاب الكثير من المدربين في مقدمتهم المدرب الصربي ليو بيسا بروشيتش الذي كانت له بصمة كبيرة على اغلب نجوم العصر الذهبي للكرة الكويتية في زمنها الجميل سواء في اكتشافهم كلاعبين او صقل مواهبهم. وتميز النجم محبوب باللعب القوي والقفز العالي في الألعاب الهوائية وهي موهبة خاصة به رغم قصر قامته الذي لم يمنع المدربين من الوثوق به لقيادة خط الدفاع، واستطاع بذكائه وموهبته الحد من خطورة اشهر اللاعبين في التعامل مع الكرات الهوائية مثل جاسم يعقوب وماجد عبدالله وحسين سعيد وغيرهم من مهاجمي منتخبات آسيا. كما انفرد بقدرته على بناء الهجمة من الخلف وهي صفة نادرا ما يتحلى بها لاعب في مركز قلب الدفاع.
وكأي لاعب هاو وشغوف محب للعبة كان محبوب يتابع ابرز اللاعبين في مختلف دول العالم ويراقب أداءهم ويتعلم ويستفيد منهم، حيث ابدى اعجابه بالألماني بيكنباور والبرازيلي مارينهو ومن المصريين نجم الزمالك هشام يكن وميمي درويش ابرز لاعبي الإسماعيلي، ربما لتميز هؤلاء بصفتي الهدوء والقيادة وهما من اهم الصفات التي يتطلبها شغل مركز قلب الدفاع.
ويمتلك محبوب سيرة ذاتية رائعة فقد حقق مع ناديه السالمية لقب بطولة الدوري ولأول مرة في تاريخ النادي موسم 1980-1981 وبطولة كأس الأمير موسم 1982-1983، كما شارك في دورات الخليج 1976 و1979 و1982، ومثل المنتخب مع نجوم الأزرق في دورة الألعاب الأولمبية في موسكو 1980 وكأس العالم في اسبانيا 1982، وودع الكرة عام 1990 بعد سنوات زاخرة بالعطاء والإخلاص، اذ اتجه للعمل الإداري لفترة محدودة لكنه لم يستمر لأسباب خاصة تاركا اثرا جميلا مع كل من زامله من لاعبين وإداريين.