- ميقاتي: المطالب بغالبيتها محقة.. ونحن كحكومة معنيون بموضوع تأمين التمويل اللازم للانتخابات البلدية
بيروت - منصور شعبان
أقرت حكومة تصريف الأعمال في اجتماعها برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي بالسراي الكبير، أمس، زيادات للقطاع العام أربعة رواتب للموظفين وثلاثة للمتقاعدين، و450 ألف ليرة يوميا كلفة بدل نقل، وذلك خلال انعقادها على وقع صراخ العسكريين المتقاعدين، وحصول موجات قوية من اعمال الشغب، وحاول المحتجون على الأوضاع المعيشية والمستوى المتدني الذي بلغته رواتبهم، بفعل ارتفاع سعر صرف الدولار، وغلاء الأسعار، اقتحام السراي، بعد تطويق كل مداخلها، لكن الأمر لم يمر من دون استخدام القوى الأمنية القنابل المسيلة للدموع، بعدما حاولوا تجاوز الأسلاك الشائكة المحيطة بالمبنى، وقد تسببت بحالات اختناق.
ميقاتي استهل اجتماع مجلس الوزراء، بعد اكتمال نصابه بحضور وزير الصحة فراس الأبيض، متطرقا الى التحركات الاحتجاجية التي تزامنت مع انعقاد الجلسة، قائلا: «نحن هنا لنناقش المطالب المرفوعة، وهي بغالبيتها محقة، لبتها وإقرارها وفق الإمكانات المتوافرة في الخزينة.
وعبر ميقاتي: «عن تفهمنا للصرخات التي يطلقها المتظاهرون ونؤكد أننا لن ندخر جهدا في متابعتها».
وردا على ما أثير، في مجلس النواب حول تمويل الانتخابات البلدية، قال ميقاتي في جلسة مجلس الوزراء: «نحن كحكومة معنيون بموضوع تأمين التمويل اللازم للانتخابات البلدية وفق دراسة اعدها وزير المال بمنح الحكومة سلفة خزينة لإجراء هذه الانتخابات.
ولكن بعد ما حصل في المجلس، من تمديد لولاية المجالس البلدية والاختيارية، يمكننا أخذ وقتنا في النقاش في هذا الموضوع لإجراء الانتخابات البلدية بالسرعة المطلوبة.
ومن هذا المنطلق أتمنى من وزير الداخلية أن يقوم باجتماعاته مع المحافظين والقائمقامين والقادة الأمنيين والقضاة والمعلمين لتقديم دراسة بالتواريخ الجديدة المقترحة وبالكلفة لعرضها في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء وإقرارها».
التحركات الاحتجاجية بدأت بوصول مجموعات من حراك المتقاعدين العسكريين، ومتقاعدي الإدارات العامة بالوصول الى ساحة رياض الصلح، للمشاركة في الاعتصام «ضد سياسات الحكومة تجاه المتقاعدين وحسم رواتبهم»، وسط انتشار امني كثيف لقوى الأمن الداخلي والجيش.
وحاول المعتصمون تجاوز الأسلاك الشائكة في محيط السراي الحكومي، وعملت قوى مكافحة الشغب على منعهم، نتيجة محاولتهم دخول السراي.
وفي محاولة للسيطرة على الوضع، طلبت قوى الأمن الحفاظ على سلمية التظاهر والاحتجاج، والابتعاد عن السياج الشائك في ساحة رياض الصلح، والالتزام بتوجيهات العناصر المولجة حفظ الأمن والنظام في المكان، كثف الجيش انتشاره باستقدام آليات إطفاء لرش المياه، حال حصول أعمال شغب، خصوصا أن العسكريين المتقاعدين كانوا طوقوا كل مداخل السراي، رافعين الصوت: «إذا لم تعجبنا قرارات الوزراء سنمنعهم من الخروج الى منازلهم».
وأكد النائب السابق العميد شامل روكز، خلال الاعتصام «أننا نزلنا اليوم الى الشارع لان المسؤولين لم يفهموا مطالبنا عبر المراسلات والبيانات».
وقال: «مطالبنا محقة، نحن لا ندافع عن حقوقنا فقط بل نطالب أيضا بحقوق رفاقنا في الخدمة الفعلية»، مشيرا الى ان «تصحيح الأجور يحفظ كرامة العسكري والموظف وخصوصا المتقاعد الذي خدم 35 و40 سنة في الإدارات العامة والمؤسسات العسكرية».
وأضاف: «لا نستطيع هدر كرامة المتقاعد، واليوم وقوفنا مفصلي ونريد ضمانات».