كان صلى الله عليه وسلم رحيما في رسالته ودعوته وعبادته وأخلاقه وطعامه وشرابه وحله وترحاله وكان رحمة على القريب والبعيد والإنس والجن، والحيوان والطير والنبات والشجر، يرحم الكبير ويعطف على الصغير، وصفه ربه تعالى بقوله: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين) هذه هي الرحمة التي وصف بها الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله جل وعلا: (بالمؤمنين رؤوف رحيم) ولم لا وقد كتب سبحانه الرحمة على نفسه فقال جل وعلا: (وكان بالمؤمنين رحيما) لم لا وقد سبقت رحمته غضبه وسبق عطفه عقابه وسبق عدله إحسانه.
قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله أول ما خلق، خلق القلم وقال له اكتب، قال: «يارب وماذا اكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة أن سبقت رحمتي غضبي».
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جعل الله الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين وأنزل في الأرض جزءا واحدا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية ان تصيبه» ويقول: «إنما أنا رحمة مهداة».