يقول الله عز وجل في (وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب) «سورة ص»، وجاء في تفسير القرطبي لمعنى «فصل الخطاب» أنه هو البيان الفاصل بين الحق والباطل.
الخطاب السامي الذي ألقاه سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، نيابة عن صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظهما الله، بمناسبة العشر الأواخر، وتحديدا ليلة السابع والعشرين من رمضان، كان منتظرا من كل أطياف الشعب، وقد حمل هذا الخطاب «الفصل» في الشأن السياسي، بما تضمنه من اصطفاف وانتصار من القيادة السياسية لرغبة الشعب الكويتي مصدر السلطات والحرص على تحقيق إرادته، بقرار حل مجلس الأمة 2020 المعاد بحكم المحكمة الدستورية حلا دستوريا استنادا للمادة 107 من الدستور والدعوة لانتخابات عامة في الأشهر القادمة.
وجاءت تلك الكلمة السامية لتنزع فتيل أزمة سياسية كانت تلوح في الأفق، وأعادت الأمور إلى نصابها، مع التأكيد على التمسك بالثوابت الدستورية، والعودة إلى الدستور باعتباره المرجعية ووثيقة الحكم والالتفاف حول الشعب وتنفيذ رغباته.
واختتم سموه كلمة العشر الأواخر من رمضان بالإشارة إلى إجراء انتخابات جديدة وإصدار إصلاحات سياسية وقانونية لنقل الدولة إلى مرحلة جديدة من الانضباط والمرجعية القانونية.
وبهذا تعود الكرة إلى ملعب الشعب ليرد التحية من خلال اختيار القوي الأمين الذي يدافع عن حقوق الشعب ومصالحه وحرياته واضعا مصلحة الكويت فوق كل اعتبار.
ما يفرح القلب ويشرح الصدر ويبعث على الطمأنينة، هو إصرار القيادة السياسية على المضي قدما في عهد جديد عنوانه الإصلاح الحقيقي في مؤسسات الدولة المختلفة.
علينا أن نعي أن استئصال الدولة العميقة يحتاج إلى وقت وجهد وعمل دؤوب، وقبل كل ذلك يحتاج إلى وعي ورأي رشيد وقرار عنيد وعزم شديد.
Al_Derbass@
[email protected]