بيروت ـ بولين فاضل
حادثة مهمة كشفت عنها الممثلة كارمن لبس، وهي أنها في سن السادسة عشرة حاولت الانتحار بتناول كمية كبيرة من الأدوية، وكان السبب رفض الأهل قرارا اتخذته بالطلاق بعد عامين من الزواج وإنجاب طفل كان لايزال في عامه الأول. كان رأي الأهل الأولي أن عليها تحمل مسؤولية الزواج والإنجاب، وكان ردها أنها حياتها وهي حرة بها لاسيما أنها لن تستمر مع رجل لا تحبه. إلا أن موقف والدها تبدل بالكامل بعد محاولة انتحارها، وقد تلخص بقوله لها: «افعلي ما تريدينه، أنت أهم من أي شيء وأهم من حكم الناس والمجتمع». وبالرغم من ذلك، لم تكن حياة كارمن لبس سهلة إذ كان عليها تربية طفل وتعريفه على الحياة فيما هي نفسها تتعرف عليها بحكم عمرها الصغير. المرحلة الصعبة الثانية في حياتها، كانت حين اتخذت القرار بإنهاء علاقتها العاطفية بزياد الرحباني بعد علاقة دامت خمس عشرة سنة، وتقول كارمن إنها حين حسمت قرارها وتركت زياد، كانت قد شعرت بأن ثمة أشياء كسرت بينهما وما عاد بالإمكان ترميمها، وبالتالي أضحى صعبا عليهما الاتفاق من جديد، فمضت في طريقها وبدا وكأنها تبدأ من جديد رحلتها كممثلة بعد ارتباط اسمها لسنوات بزياد مهنيا وعاطفيا. وتروي كارمن أنها أصيبت حينها بانهيار كبير وشعرت بوحدة عارمة خصوصا أن أيا من أصدقائها المقربين لم يقف الى جانبها ويكلف نفسه عناء السؤال عنها.
وابتدأت كارمن لبس في سن الخامسة والثلاثين مشوارها من جديد، فأسندت اليها البطولات المطلقة على مدى عشر سنوات قبل أن يتوقف ذلك لارتباط البطولة في لبنان بسن معينة في حين أن هذا الواقع مغاير في مصر والخليج، كما تقول. وبحسب كارمن، فإن ثمة إجحافا كبيرا بحقها في لبنان من قبل المنتجين في ضوء طبيعة الأدوار المسندة اليها، معترفة بأن أدوارها في الآونة الأخيرة لم تشكل إضافة اليها باستثناء دورها في مسلسل «عشرين عشرين». وتضيف: «أنا أعيش من هذه المهنة، ولو كنت مكتفية ماديا لما وافقت على أعمال كثيرة».
وتؤكد كارمن أن دورها في «عشرين عشرين» كان من أنجح أدوارها في السنوات الأخيرة، مشيرة الى أن العمل كان جيدا جدا لناحية النص والإنتاج والإخراج فضلا عن أن الدور مركب ويضيء على قضية لم يسبق أن طرحت وهي قضية مكتومي القيد. وعم إذا كانت من النوع الذي يسعى وراء الأدوار، ترد كارمن: «لم ألهث مرة وراء شيء، وأنا تعبت لبلوغ المرحلة التي بلغتها ومن يريدني لدور معين في أي بلد، يعرف مكاني».