تلازمت «العيدية» مع مناسبتي عيدي الفطر المبارك والأضحى العظيم، ولكونها عادة تعني الفرحة بتأكيد العبادة بنهاية المطاف للأسرة الواحدة والجماعات المتعددة تعطي للأطفال بمختلف أعمارهم فرحة للجميع، رغم تفاوت مبالغها للماضي والحاضر وخفايا المستقبل، وقد وزعناها في مختلف الظروف حتى مع أول عيد فطر مبارك بعد الاحتلال البعثي العبثي وتحرير البلاد من سطوته وكسر هيبته، بالدينار الكويتي عيادي أطفالنا، لله الشكر والحمد، على ما كان وفرحة الزمان والمكان داخل وخارج وطننا لأهله الأوفياء حكاما ومحكومين حزمة واحدة.
ولاتزال «العيدية» أغلى وأثمن هدية بورقتها اللامعة و«خرخشتها» الجاذبة وفئاتها المتعددة، تقدمها البنوك والمصارف المالية للأفراد والجماعات مع قرب العيد، وتزداد الفرحة مع تكرار نغمات الفنان الكبير الراحل (محمود التتان، المشهور بالكويتي) تقول مقدمتها «العيد هل هلاله، كل الفرح يحلى له»، وهي أصلا كلمات وألحان وأداء ستينيات القرن الماضي لأول عيد وطني تاريخه قبل تعديله 19 يونيو 1921م.، وأصبحت بذلك تحاكي العيد السعيد رمضان والأضحى كل عام، احتفاء واحتفال للكبار والأطفال عبر الأجيال المتعاقبة.
لذلك نأمل إبراز ملامح هذه المناسبات إعلاميا بما يليق بها ولها، مما يعزز من ربط الأجيال ولاء وانتماء، والتأكيد على تربية النشء وتعليمهم كل ما له صدى مسموع ومقروء من قيم، بخلاف ما يحدث في الطرق والشوارع من أشخاص يلصقون على مركباتهم شعارات ورموز الدولة ولفظ الجلالة لكنه مع ذلك يتخطون القانون المروري، ويتجاوزون تفعيله بعدم التطبيق المطلوب، بل وبعضهم يكسر هيبة القانون بلامبالاة، ومع هذه الحالة قد تنقلب لا سمح الله، الأفراح إلى أحزان كما تتناقله الأخبار بنشراتها!
عيدكم مبارك.. وتقبل الله طاعاتكم هذا العام وللقادم من أعوام، ونكررها «العيدية» أجمل هدية.