بيروت - عامر زين الدين
رأى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز د.سامي أبي المنى أن وضع لبنان غير طبيعي: دولة بلا رئيس، وبرلمان غير متماسك، وحكومة مكبلة، ومواقع حساسة شاغرة في العديد من الإدارات ما يشكل خللا ميثاقيا وإداريا.
كلام أبي المنى جاء خلال خطبة عيد الفطر المبارك بعد أداء صلاة العيد في مقام الأمير السيد جمال الدين عبدالله التنوخي في عبيه، وأمل أن «تتكلل بالنجاح مساعي التلاقي والتقارب التي تلوح في أفق المنطقة، فتعاد الحقوق إلى أهلها، ويعود اللاجئون والنازحون إلى أوطانهم آمنين مكرمين، وترتفع عن كاهل لبناننا الحبيب أثقال العدوان من هنا والنزوح من هناك وتنكفئ التدخلات السلبية من هنا وهناك، وتزول الأسباب والذرائع من أمام المسؤولين المخلصين وتغلق الأبواب في وجه العابثين بالوطن وأمنه وأمانه واقتصاده وكيانه وعيش أبنائه، وتلتقي الإرادات الصادقة للإصلاح والإنقاذ، بتغليب مصلحة الشعب والوطن على أهواء الجماعات وأحلام المقامرين وأطماع المستهترين بألم العباد ووجع البلاد».
وأضاف: «إن كل لبناني مخلص يتساءل متحسرا: ألم يحن الوقت لاستفاقة الضمائر؟ ألم يدرك المتمسكون بمواقفهم وأطماعهم وأنانياتهم أن البلاد أصبحت على حافة اليأس والانهيار، بل في هاوية الضياع والفشل؟ وأن الناس على مشارف ثورة شاملة محقة، إذ لم يعد هناك من قدرة على احتمال التدهور الاقتصادي والمالي، ولم يبق لدى الناس من أمل بحكامهم ودولتهم، فلا الدستور يؤخذ بعين الاعتبار، ولا الاستحقاقات تحترم، ولا الخطاب السياسي يطمئن المواطنين، المقيمين والمغتربين، لما فيه من استخفاف ومكابرة وتحد وتهديد، ولا أموال الناس وأرزاقهم بمأمن من السرقة والخسارة، حتى أصبحنا في وضع غير طبيعي: دولة بلا رئيس، وبرلمانا غير متماسك، وحكومة مكبلة، وإدارات حساسة شاغرة في العديد من المواقع مما يشكل خللا ميثاقيا وإداريا، وقضاء متهما بالانحياز والولاء السياسي، وبعض القادة عاجزون أو مغلوب على أمرهم، وبعضهم يتصرفون بترف وكأن البلد في نعيم، أو كأن لا قضية للدول وللعالم إلا قضيتنا، ولا هم عند المجتمع الدولي إلا أن يسرع لاهثا لمساعدة لبنان وإنقاذه، بينما يتلهى كبار القوم بإذلال صغاره، ويعتاد شعبه ومؤسساته للأسف على «صناديق الإعاشة»، وعلى دعم الأصدقاء والأشقاء والمنظمات العالمية والدول ذات المصالح».
ورأى أن «العلاج يبدأ من الداخل قبل الاستعانة بالخارج، والإصلاح يبنى على أسس ومبادئ ثابتة، لا على رمال السياسة المتحركة، وأول تلك الأسس تعزيز الإيمان في القلوب والعقول، وترسيخ القيم والفضائل في النفوس والعائلات، واحترام الشراكة الاجتماعية والوطنية، والحفاظ على مقومات العيش الآمن المشترك، واحترام الدستور، وصون الحريات العامة والخاصة، واحترام الصيغة اللبنانية القائمة على التنوع في الوحدة وعلى المواطنة الحاضنة لهذا التنوع».
وزار شيخ العقل بعد ذلك الشيخ نصر الدين الغريب في دارته في كفر متى، وتطرق البحث إلى «ضرورة الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية وعودة انتظام عمل المؤسسات الدستورية وإقرار الإصلاحات اللازمة والخطة الاقتصادية للحد من الانهيار الحاصل ومن معاناة جميع اللبنانيين، كما زار أيضا الشيخ نعيم حسن في البنيه».