بيروت - خلدون قواص
اكد رئيس المحكمة الشرعية السنية العليا في لبنان الدكتور الشيخ محمد عساف أن انتخاب رئيس للجمهورية ضرورة وطنية، ويؤسس لمرحلة جديدة من الأمل والثقة بمستقبل لبنان العربي الهوية والانتماء.
وقال في خطبة عيد الفطر السعيد في مسجد محمد الأمين في وسط بيروت بتكليف من مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان بحضور ممثل رئيس الحكومة ووزراء ونواب لا ينبغي أن نراهن على الخارج في انتخاب رئيس لجمهوريتنا، بل علينا الاعتماد على أنفسنا، وتعزيز ثقتنا بعضنا بعضا، فالانتظار طال أمده، والوقت يمر بسرعة، والشعب يدفع الثمن، فالمسارعة إلى الانتخاب والاتفاق والتوافق، هو الممر الوحيد للوصول إلى ما يطمح إليه اللبنانيون جميعا، آن الأوان للقوى السياسية أن تخرج من مصالحها الخاصة، وتدخل جميعها إلى رحاب الوطن.
وأضاف: إن دار الفتوى تؤكد على ثوابتها الإسلامية والوطنية، وتدعو إلى دولة تساوي بين جميع مواطنيها في الحقوق والواجبات، واحترام مؤسساتها والتزام دستورها وقوانينها وأنظمتها، إن وحدة لبنان ونموذج عيشه المشترك، الإسلامي والمسيحي، هما ضمانة وحدة العاصمة بيروت. وما يثار بين الحين والآخر، لتقسيم بلدية بيروت مستهجن ومرفوض، ولا يخدم المصلحة الوطنية اللبنانية، ولا بيروت وأهلها.
وتابع: لن ننسى انفجار مرفأ بيروت، مهما مر عليه من الزمن، وسيبقى الأمل بالقضاء اللبناني، للكشف عن حقيقة هذه الجريمة التي هزت لبنان والعالم، وإن عائلات الضحايا والمنكوبين والمتضررين، تنظر بفارغ الصبر إلى الحقيقة، وتطبيق العدالة على المسؤولين عن هذه الجريمة النكراء، وللقضاء دور مهم مؤثر، ليؤكد مصداقيته، ويحظى بثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي، فالقضاء هو جزء أساسي في حماية حقوق الناس، ودار الفتوى حريصة على تحقيق العدالة من دون أي تسييس، وينبغي أن تبقى قضية انفجار المرفأ، من أولوياتنا واهتماماتنا.
وأمل الشيخ عساف من القضاء المسارعة إلى إنهاء ملف ما يطلق عليه السجناء الإسلاميون، الذين يعانون منذ سنوات ومن دون أي محاكمة، ولا نرضى بعد اليوم أن يبقى هذا الملف موضوعا في الأدراج.
وشدد على أن مقام رئاسة الحكومة لا يقل شأنا عن مقام رئاسة الجمهورية والمجلس النيابي، وقال: علينا المحافظة على صلاحيات كل مقام، التزاما باتفاق الطائف، الذي كرس الاتفاق بين اللبنانيين، ولن نرضى بالالتفاف على الأسس والقواعد الدستورية التي تنظم عمل السلطات السياسية، وتحدد صلاحيات كل منها، وأي مساس بالمقامات الثلاثة، يطول كل اللبنانيين لا طائفة فحسب، ولا حقوق لأي طائفة في لبنان خارج الدستور، وخارج مصلحة اللبنانيين، وعلى المسؤولين جميعا أن يفكروا ويعملوا لمصلحة حقوق اللبنانيين.
وختم بالقول: كنا وما زلنا وسنظل دعاة وحدة لا دعاة فرقة، دعاة وسطية واعتدال، لا دعاة تطرف وتعصب وغلو، دعاة حضارة وتقدم، لا دعاة تخلف، دعاة علم لا دعاة جهل، دعاة حوار وتلاق، لا دعاة تنابذ وتباعد، دعاة العيش المشترك والمواطنة، فالتعامل مع جميع أبناء الوطن الواحد عندنا سواء، ديننا دين رحمة ومحبة وتعاون وتكاتف، فهذا عندنا منهج نطبقه، لا شعارا نتغنى به.