الشباب عماد الوطن ونبض حياته، ومعقد آماله وبناة مستقبله، فالبيئة الخارجية محل أنظار لهم، مدفونة في وجدانهم، لما لها من مكتسبات مهارية إبداعية معرفية، أو الظفر بوظيفة تتلاءم مع مؤهلاتهم العلمية، وقد أجادت فاطمة العازمي في مقال لها «لماذا يهاجر الشباب؟» فذكرت «كم من كفاءات كويتية حصلت على براءات اختراع واحتضنها الغير؟ وكم من أطباء أكفاء نحن بأمس الحاجة إليهم وخاصة في ظل هذه الأزمة الصحية العالمية يعملون في بلدان أخرى؟». المصدر: جريدة الأنباء 14 يوليو 2021.
فالمجتمعات لا تتقدم إلا بقوة شبابها، فهي الانطلاقة الأولى في البناء ومعدل الإنجاز، المتصفة بالإرادة والإدارة العلمية والسمات القيادية في مواجهة التحديات، وإن «الفساد الإداري» الذي أصبح علما قائما بذاته له منظروه ومدارسه، هو أحد مهددات «أمننا الوطني»، ويكمن ذلك في معايير الاختيار للقيادات غير المؤهلة، التي «تجهل معرفة المعلوم والوصول إلى جهل المجهول»، ما ينعكس سلبا على بيئتنا المحلية في تحقيق مسيرة تنموية مستدامة، فكان لزاما على أهل العقول النيرة من الشباب في التسليم للبيئة الخارجية في حالة استقطابهم كي يسهموا في نهضتها العلمية والتطور التقني.
فالتنمية الصحيحة تحتاج إلى مسار إستراتيجي واضح، وهو الخط المستقيم لتحقيق الرؤية، فلا رؤية من غير الشباب، ولا تنمية إذا لم نجفف منابع الفساد، وإذا أردت أن تعرف مستقبل أي أمة فلا تسل عن ذهبها ورصيدها المالي، ولكن انظر إلى شبابها واهتماماته.. ودمتم ودام الوطن.
[email protected]