الكويت لم تتخل عن دعم الشعب السوري منذ عهد المغفور له، بإذن الله تعالى، سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، فقد اهتم سموه، رحمه الله، بالمساندة المستمرة للشعب السوري، وتبنى عقد مؤتمرين لدعم الشعب السوري، وكذلك ابتعدت الكويت عن التدخل بالشأن السوري، حيث لم تؤيد مواقف الحكومة السورية تجاه الشعب السوري، كما أنها امتنعت عن دعم كل أشكال المقاومة، بينما لم يتوقف دعم الكويت المتواصل للشعب السوري.
وقد أعلن وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله موقف الكويت تجاه ما أعلن في اجتماع دول مجلس التعاون، بالإضافة إلى مشاركة مصر والأردن والعراق، وقال: إن الكويت لم تخرج عن الإجماع العربي بشأن سورية ورحب بعودة النظام السوري إلى الحظيرة العربية، مشددا على موقف الكويت المساند للموقف العربي فيما يختص بعودة سورية إلى جامعة الدول العربية، وقال في هذا الخصوص: إنه من الضروري التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ينهي كل تداعياتها ويحافظ على وحدة سورية وأمنها واستقرارها وهويتها العربية بما يحقق الخير لشعبها الشقيق.
إن مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق لعودة سورية إلى جامعة الدول العربية أصبحت من الضروريات في ظل الظروف الراهنة، حيث إن الدول العربية بحاجة ماسة اليوم أكثر من أي يوم إلى التضامن والتعاون في مختلف المجالات مع ضرورة الاهتمام بوضع الشعب السوري من خلال عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم وأن تدعو الدول المجتمعة بضرورة إزالة الخلافات بين الحكومة السورية والمعارضة وإطلاق سراح المعتقلين من السياسيين السوريين.
وهنا لابد أن نستذكر مواقف الشعب السوري في سجل نضال الشعب العربي وكفاحه من أجل التحرير من الاستعمار والاستقلال الكامل، ونحن في الكويت مازالنا نستذكر بكل تقدير موقف سورية حكومة وشعبا في استنكارها للاعتداء العراقي على الكويت وتأييدها الكامل للحق الكويتي في النضال والتحرير، كذلك ساهمت سورية مع القوات الدولية التي تم جمعها من قبل الأمم المتحدة لتحرير الأرض الكويتية من الاحتلال العراقي.
ولابد أن نستذكر أيضا العلاقة الطيبة بين الشعبين الكويتي والسوري على مر التاريخ.
وحسنا فعل وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله في التأكيد على دعم الشعب السوري وإزالة كل أنواع الخلاف فيما بين فئات الشعب السوري، وخيرا قال إن الكويت ستواصل دعمها ومساعدة الشعب السوري.
من أقوال المغفور له بإذن الله سمو الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثره، «إن علاقتنا بالدول الأخرى تحددها مصلحتنا ومصلحة أمتنا العربية وإيماننا المطلق بوحدة هذه الأمة كأساس وهدف».
والله الموفق.