دمشق - هدى العبود
لم تكن الأعمال السورية للموسم الرمضاني 2023 مستغربة من قبل المشاهد الذي انتظر أجزاء جديدة سواء من سلسلة «باب الحارة» الذي وصل الى الجزء 13 رغم انتقادات النقاد والمثقفين والإعلامين والعامة، لتكتمل المسيرة الإنتاجية لأعمال هذه البيئة من قبل المخرجة رشا شربتجي بثلاثة أجزاء من «حارة القبة» والمشاهد بانتظار الجزء الرابع، و«مربى العز» بجزئه الثاني للموسم القادم، وإعلانها أن أعمال البيئة الشامية لا منافس دراميا لها في الوطن العربي، ونشاهد الجزء الثاني من «مقابلة مع السيد آدم»، ومسلسل «صبايا» الكوميدي بجزئه السادس، في المقابل توقفت سلسلة «بقعة ضوء» للموسم الرمضاني الحالي بعد ان تألقت في معالجة الفساد وانتقاد حيتان الاقتصاد والجاه والثروة والمال بأسلوب قض مضاجعهم بأسلوب ساخر مع دسم سياسي كبير، ومع هذا علينا أن نعترف بأن أعمال البيئة الشامية كانت «ترند» الموسم الرمضاني هذا العام، لكن هناك أعمال لاقت مشاهدة كبيرة مثل «زقاق الجن» و«العربجي» و«باب الحارة» و«حارة القبة» و«مربى العز» و«الزند» والقائمة تطول.
«الأنباء» التقت الفنانة أمانة والي للوقوف على رأيها بالموسم الرمضاني المنقضي لكنها آثرت الحديث عن الفيلم السينمائي «عتمة مؤقتة» الذي تقوم ببطولته، من تأليف وإخراج فراس محمد، وانتاج المؤسسة العامة للسينما، وفيه تقدم حياة الأم السورية المتعبة جراء الحرب وسنين القهر والانتظار، توفي ابنها الذي كان يعمل أجير لحام عند الفنان زهير عبدالكريم، ونظرا للحاجة ولقمة العيش الصعبة المنال اضطرت للعمل في دكان اللحمة بديلا عن ابنها، ريثما يعود ابنها الثاني من خدمته في الجيش، لكن المفاجأة كانت عندما عاد وانتهت خدمته العسكرية، حيث كان يعيش في عالم آخر غريب عنها، لم يقف معها، منفصلا عن محيطه بشكل جذري، نتيجة هذا القهر النفسي والتعب الجسدي وظلم الحياة وصراعها المضنى لم تستطع المواظبة على عملها فطردت من الملحمة، مما أدى الى وفاتها وهي واقفة.
وقالت الفنانة أمانة والي: الفيلم أحداثه مؤلمة وواقعية وتم التصوير بمدينة دمشق، ومزارع حي العدوي، وريف دمشق بمدينة ببيلا ومستشفى المواساة وأحد الملاهي الليلية.
وعن الأعمال الدرامية للموسم الرمضاني، خاصة التي احتضنت البيئة الشامية، قالت والي: بداية، عندما تتبنى شركة عربية ضخمة مثل «أم بي سي» انتاج سلسلة «باب الحارة»، بأجزائه الأولى كانت تدرك تماما أن هذه البيئة غنية جدا بتاريخ وقصص وحكايات تدخل الدفء للبيوت بعد يوم رمضاني مضني، وكان المرحوم المخرج بسام الملا يحب تلك البيئة التي عاش تفاصليها، فهو الدمشقي المعتق، واختار الكاتب مروان قاووق الدمشقي فأبدع بالأحداث من خلال تاريخ أقدم مدينة في التاريخ، واعتمد على «الحدوتة» التي كانت تسردها الجدات سواء من الواقع أو من الخيال، لكن تعدد الكتاب واختلاف شركات الإنتاج على انتاج المسلسل أديا الى اختلاف سير الاحداث، كما ان الأبطال اعتذروا عن العمل بأجزائه المتعددة، من أبرزهم القدير عباس النوري بشخصية «أبوعصام» وصباح جزائري وشكران مرتجى ووفاء موصلي بشخصية «فريال» ومحمد خير الجراح بدور «أبو بدر».