(ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سوّاك رجلا.
يستمر الصاحب الفقير بالنصح لصاحبه الغني، ويذكره بفضل الله عليه ونعمه، منذ ان خلقه من تراب ثم صار نطفة إلى ان أصبح رجلا كاملا في الخلقة والعقل والرجولة.
وفي المقابل يتكلم عن نفسه، بأنه لا يمكن أن يشرك بالله عز وجل وان الله هو صاحب الفضل والمنة، ثم يذكره بقول: «ما شاء الله، لا قوة إلا بالله» للاعتراف بأن بساتينه وخيراتها هي بمشيئة الله بقاء وفناء.
يقول العلامة السعدي، ثم أخبر أن نعمة الله عليه، بالإيمان والإسلام، ولو مع قلة ماله وولده أنها، هي النعمة الحقيقية، وأن ما عداها معرض للزوال والعقوبة عليه والنكال، فقال: «إن ترن أنا أقل» إلى «وخير عقبا»، لا تيأس من كثرة النصح والتذكير وخاصة مع الأهل والأقرباء والأصدقاء، واعلم «أن الدين النصيحة».