هل للأبناء حقوق إذا لم يؤدها آباؤهم كان تقصيرا منهم وعقوقا؟
٭ الإجابة نعم، وهذه الحقوق منها ما يبدأ قبل مولد الابن لحظة اختيار الأم فالطفل من حقه إما شريفة صالحة ففي الحديث: «تخيروا لنطفكم» أي: لا تضعوا نطفكم إلا في أصل طاهر، فإن النساء يلدن أشباه اخوانهن واخواتهن (المناوي). هذا بالإضافة إلى حق الابن في اختيار أبيه اسما حسنا له، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وبأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم». ومن حقوق الأبناء أيضا العدل بينهم وعدم التفريق أو تمييز أحدهم على باقي أشقائه لغير موجب أو ضرورة. وحينما أراد النعمان بن بشير رضي الله عنه إعطاء أحد ابنائه عطية دون سائر إخوته وكان يريد أن يشهد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك رفض صلى الله عليه وسلم صنع الرجل، وقال: «اتقوا الله واعدلوا بين أبنائكم».
وهناك أيضا العدل في إظهار الحب والمشاعر، فقد كان السلف يعدلون بين أبنائهم حتى في القبلات، ومن حقهم أيضا تعهد تربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة والإنفاق عليهم، وهذا يكون بحسب سنهم وأحوالهم، لهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم الإنفاق على الأهل والولد من أعظم مصارف الإنفاق، فقال صلى الله عليه وسلم: «دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك»، لذا فالأب الذي يتخلى عن مسؤولياته فيلهو ويعبث وينشغل عن أبنائه إنما يرتكب إثما عظيما في حق ذريته.