في بداية جائحة «كورونا»، الجميع كان لا يعلم ما حدث وما يحدث وما سيحدث!
أكثر ما جعلني أتعايش مع هذه الجائحة هو التعايش، أن تتعايش مع الأحداث مع الأيام مع اللحظة، ألا تفكر فيما مضى ولا تقلق مما سيأتي، أن تعيش اللحظة التي أنت فيها بكل ما فيها..
أحد الأشخاص ممن بلغ الثمانين من عمره قال كلمة جميلة جدا أصبحت درسا في حياتي.
يقول أصبحت أعيش اللحظة بلحظة الثانية والدقيقة ولا أفكر فيما كان ولا أفكر فيما سيأتي.
لأنه عرف قيمة الحياة، وأنها سريعة جدا وان الثمانين سنة التي مرت في حياته كأنها ساعة!
وها هي جائحة كورونا مرت وأصبحت ذكرى، ربما كانت فترة مؤلمة وصعبة لكنها مرت وأصبحت حديثا نتذكره في مجالسنا، وأصبحت درسا تعلمنا منه الكثير والكثير في حياتنا.
هذه هي الحياة ستمر وستصبح ذكرى، التعايش أفضل ما يجنيه الإنسان ليحافظ على سعادته وراحته وهدوئه وطمأنينته.
أكثر ما يكدر خواطر الناس ويجعلهم في ضيق وحزن أن يستسلموا لأفكار الشيطان ووساوسه، ولا يعيشوا اللحظة التي هي هدية من الله لهم.
قال سبحانه: (إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون).
وقال: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم (98) إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون).
الشيطان يحب ويريد أن يجعل الإنسان في هم وكدر وضيق وسوء ظن بالله، وفي حزن دائم لا يخرج منه أبدا، فكلما كنت في هذه الدائرة السلبية واستسلمت له فرح أكثر.
الله لم يخلقك لتكون في ضيق وهم وكدر وحزن، لم يخلقك ليشق عليك، لم يخلقك ليعذبك، خلقك لتعيش في طمأنينة وراحة وأن تصبر على بلائه وتحمده وتشكره على عطائه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له»، فكل أمر يصيبك هو لك فيه خير، واعلم يقينا أن أكثر ما يجعل الإنسان في راحة أن يسلم أمره لله، وأن يبادر بالخير كلما استطاع ووجد فرصة، ولا يحقر الخير مهما استصغر، فكلما فعلت الخير عاد لك أضعافا وشعرت بالراحة أكثر.
قال سبحانه: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
اللهم اجعلنا ممن يعمل الصالحات وتحييه حياة طيبة.
[email protected]
Y_Alotaibii@