في إحدى الليالي جمعتني جلسة خاصة مع الصديق الغالي الشيخ الفاخر طلال فاخر، وكنا نتحاور عن رمضان وأجوائه، وما بعد رمضان.
فقال لي إنه بعد مضي شهر رمضان قد تصاب بالفراغ بعد زحمة العبادات في رمضان من صلاة وصدقات وقيام وتلاوة للقرآن، كما قد يشعر الإنسان أنه مصاب بالفتور عن العبادة بعد رمضان.
وأضاف أن هذا الشعور طبيعي جدا، يجب ألا نشعر بالإحباط، فمن الصعب أن يستمر الإنسان بعد رمضان كما كان عليه في الشهر الفضيل، لأن رمضان له خاصية وأجواء إيمانية مختلفة تعينك على الطاعة.
كما أن شياطين الجن تكون مصفدة، بينما أبواب الجنة الثمانية مفتوحة، وأبواب النار مغلقة، كما روي في الحديث النبوي الشريف.
وقال لكن المهم والأهم والقاعدة في ذلك كله «أن يتمسك الإنسان بأصل العبادة بغض النظر عن مقدارها».
مثلا ألا يترك قيام الليل، ولو بركعتين قبل الوتر، ولا يترك قراءة القرآن ولو بصفحة من القرآن يوميا، والصدقة والدعاء وغيرها من العبادات، لتستمر على ما كنت عليه ولو بالقليل، فخير الأعمال عند الله «أدومها» وإن قل.
انتهى كلام الشيخ طلال فاخر، وهنا أضيف بما قاله المغفور له العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز، بأن من علامات قبول الأعمال الصالحة، كالطاعات في شهر رمضان، هو المداومة عليها بعد انقضاء الشهر الفضيل.
ومن علامات الاستفادة من شهر رمضان أن يكون الإنسان بعد رمضان أفضل مما كان عليه قبل ذلك الشهر.
ولهذا أدعو نفسي وأدعوك، لتكون لنا إضافة جديدة لحياتنا باتخاذ قرار بالمداومة على عبادة ما، لم نكن محافظين عليها قبل رمضان.
وأتركك الآن لتتفكر بهذا السؤال ما هي الإضافة التي ستضيفها لحياتك بعد رمضان وتداوم عليها وتجعلك أفضل مما كنت عليه قبل رمضان؟ ولو كانت عبادة واحدة نلتزم بها.
[email protected]
Al_Derbass@