ما حصل في غياب الطلبة لمدة يومين عن الدراسة بسبب الظروف الجوية خلال شهر رمضان المنصرم كان أمرا مخجلا والمبالغة التي ساهمت بها (السوشيال ميديا) من زرع الخوف في نفوس الأُسر من إعصار وسيول غزيرة قادمة. ونحن نعلم أنه في كثير من الأحيان تتغير الرياح وبصورة مفاجئة بأغلب الأحيان لجهة أخرى، وأيضا نحن على دراية أنه ليس كل ما يُثار في مذكرة الأرصاد الجوية يتحقق، فضلا عن وجود منافسة بين الزملاء وكل يدلو بدلوه وبقوة كي يلفت الأنظار والمتابعين له.
لذا كان من باب أولى أن نتريث وتتأنى وزارة التربية في اتخاذ قرار الغياب غير المُبرر للطلبة لمدة يومين خصوصا اننا في الفترة الأخيرة من الكورس النهائي لهذا العام، فضلا عن أنه سيشجع هذا التصرف للكثير من الطلبة وأولياء الأمور لاقتناص وتحين الفرص القادمة للغياب، وسيستمر هذا المسلسل كل عام. لنفترض انه كانت هناك أمطار غزيرة، فلا مانع في ذهاب الطلبة لأن مدارسنا محصنة وبناءها متين ولا خوف من سقوط جدرانها، فالتهويل الذي حصل ليس بمحله وغير مبرر، وكنت أتمنى أن يُحال للتحقيق كل من صور الموضوع بغير صورته الحقيقية والمبالغة الى حد الهلع.
هناك ثقافة الغياب قبل وبعد المناسبات، والسبب إما سفر الطلبة لعدة أيام خارج البلا او لمزيد من الكسل والراحة في المنزل أو للتسكع بين المولات والكافيهات. ونحن نعلم أن النفس البشرية كما تعودها إما على النشاط أو على الكسل، وهذا يمس أجيالا ستحمل على عاتقها رفعة شأن وطن، والمناسبات كثيرة خلال العام، لذا نحن بحاجة لتثقيف الطلبة وأولياء أمورهم بعدم التساهل.
الغياب تأثيره ليس فقط على الطالب أثناء تعلمه بالمدارس وهو طالب، بل سيؤثر على مبادئ حياتهم مستقبلا وعلى الولاء وعلى همة الشخصية والعطاء دون توقف، بل سنخلق لدينا جيلا يحب التواكل والكسل الدائم دون همة ونشاط، مما سيؤثر على التحصيل العلمي ويعزز الفتور على الاجتهاد والجد في المستقبل للوصول الى الدراسات العليا التي من شأنها رفع المستوى العام للدولة.