رفع لاجئ سوري مقيم في شمالي العراق بمساعدة محامين هولنديين، دعوى قضائية ضد الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل المعروفة باسم «فرونتكس»، أملا بـ«وضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب من قبلها».
ويعيش اللاجئ السوري فاروق وزوجته وأطفالهما الأربعة حاليا في شمالي العراق بعد أن عاش قصة مؤلمة، حيث كان فاروق في جزيرة ليروس اليونانية وتقدم وعائلته بطلب اللجوء بعد أسبوع من رحلة الموت بالقارب إلى اليونان.
ويروي فاروق بحسب تلفزيون «أر تي ال نيوز» الهولندي بأنه جاء موظف في مخيم اللاجئين إليه حين «كنا نتناول العشاء عندما أخذني جانبا وطلب منا أن نحزم أمتعتنا. وأشار إلى أننا ذاهبون إلى أثينا من أجل إجراءات اللجوء»، وطلب الموظف من فاروق عدم إخبار اللاجئين الآخرين.
وفر فاروق مع عائلته من مسقط رأسه في حلب، ومقابل آلاف اليوروهات استقلوا قاربا للاجئين من مدينة إزمير الساحلية التركية إلى إيطاليا، للسفر من هناك إلى ألمانيا والتقدم بطلب للحصول على اللجوء ويقول «لم أكن أريد أن يكبر أطفالي في الحرب.. أردت أن يكون لهم مستقبل أفضل مني».
وكان فاروق قد وصل إلى اليونان بعد يومين من الإبحار في البحر الأبيض المتوسط، حيث تعطل القارب وظل في المياه اليونانية إلى أن سحب خفر السواحل القارب إلى أقرب جزيرة هناك، وتم وضع فاروق وعائلته في مخيم للاجئين».
وبعد أن اضطروا لحزم أمتعتهم في المخيم، تم تسليم فاروق وعائلته إلى الشرطة التي نقلتهم إلى المطار ويقول «كنا نظن أننا سنستقل طائرة إلى أثينا».
كان العشرات من موظفي «فرونتكس» يقفون في المطار وكان لدى فاروق شعور بالخوف ويقول: «كان لدي شعور بأن شيئا ما ليس على ما يرام، لكن قبل أن أعرف ذلك، صعدت على متن طائرة»، ويضيف «أمسك أحد موظفي فرونتكس بذراعي وجلس بجواري».
وعند هبوط الطائرة استطاع فاروق رؤية زوجته وأطفاله مرة أخرى، أصيبوا بالصدمة عندما رأوا العلم التركي يرفرف من على متن الطائرة ويقول «لم أصدق أنهم أعادونا إلى تركيا بدون أي إجراءات لجوء، استغرق الأمر مني أياما لفهم الأمر!».
نقلت الشرطة التركية العائلة إلى مخيم للاجئين في أضنة وهناك أتيحت الفرصة الأولى لفاروق لمناقشة ما حصل معهم وتقول زوجته وأطفاله إنهم ظلوا منفصلين عن بعضهم البعض « لقد كنا منهكين ولم تكن لدينا طاقة للتحدث عن ذلك.. لقد تم الكذب علينا وخطفنا، لكننا لم نكن نعرف ماذا نفعل».
وتتهم الأسرة حرس الحدود في الاتحاد الأوروبي بما يسمى «الصد» أو «الدفع إلى الخلف» حيث تتم إعادة طالبي اللجوء عبر الحدود دون أي إجراءات لجوء.