من ضحى بنفسه ودمه دفاعا عن أرضه وعرضه ووطنه فإن الله سبحانه وتعالى سيكرمه ويعلي منزلته ويرحمه بواسع رحمته.
والشهيد لا شك تبقى ذكراه في الدنيا عند الناس عطرة، وفي الآخرة منزلته عالية عند رب العالمين، لذلك يجب على الدولة ألا تنسى أبناءها الذين ضحوا من أجلها ومن أجل أن يبقى وطنهم مرفوعة رايته ويعيش شعبه عزيزا وكريما بين الشعوب.
اليوم مضى أكثر من 32 عاما على تحرير الكويت من براثن الغزو العراقي، وعلى مدى كل هذه الأعوام مازلنا نستذكر بألم وحسرة ما فعله المعتدي في وطننا من خراب ودمار وحرق لآبار النفط وخطفه لأبنائنا من بيوتهم ومن الشوارع وتعذيبهم وإرسالهم للعراق أسرى والكثير منهم لا نعلم أين مكانهم وأين دفنوا، اليوم شوارعنا ومدارسنا والمرافق العامة المختلفة يتم تسميتها بأسماء أشخاص عاديين لم يقدموا لوطنهم خدمات جليلة تذكر ومنهم من هم على قيد الحياة، وشوارع أخرى ومناطق تسمى بأسماء غريبة لا نعرف معناها، أو تسمى بأسماء من التاريخ القديم جدا!
اليوم عندما نذهب لزيارة الكثير من الدول تجدهم يعتزون بشهدائهم ويتم إطلاق أسمائهم على الشوارع والميادين الكبرى ويكتب عليها الشهيد فلان أو البطل فلان، ونحن مازلنا لم نستوعب الدرس ولم نعرف قيمة التضحية التي قدمها شهداؤنا الأبطال، وبالتالي يستكثر عليهم إطلاق أسمائهم على الشوارع والمدارس في المناطق التي عذبوا فيها وخطفوا منها ومنهم من تم إعدامه بالفعل أمام أسرته وأبناء منطقته في الساحات المقابلة لمساكنهم.
يجب ألا يترك هذا الأمر بهذه الصورة المشينة يجب أن تتحرك الدولة ممثلة بأجهزتها المختلفة وجمعيات النفع العام ومجلس الأمة والمجلس البلدي الذي يطلق الأسماء على الشوارع والمناطق يجب أن يحيوا ذكرى أبناء الوطن ويوضحوا للأجيال الجديدة الدور الذي قام به هؤلاء الأبطال والشرفاء لكي يكملوا المسيرة ويقوموا هم بدورهم على أكمل وجه، لأنهم سيعرفون أن الدولة لن تنسى أبناءها المخلصين وستخلد أسماؤهم على مر التاريخ.
فهل سيستمر مسلسل تجاهلهم، أم أننا سنحيي ذكراهم وفاء وعرفانا لدمائهم الطاهرة التي سالت من أجل الدفاع عن طنهم؟.
[email protected]