دعت المملكة العربية السعودية إلى التهدئة وتغليب المصلحة الوطنية ووقف كل أشكال التصعيد العسكري، بما يحافظ على مقدرات ومكتسبات السودان وشعبه الشقيق.
جاء ذلك على لسان وزير الخارجية السعودي سمو الأمير فيصل بن فرحان لدى استقباله في مقر الوزارة بالرياض، أمس، المبعوث الخاص لرئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني السفير دفع الله الحاج علي، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
واستمرارا للجهود التي تبذلها المملكة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في عمليات إجلاء مواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان إلى المملكة، وصل امس إلى قاعدة الملك عبدالله الجوية بالقطاع الغربي في مدينة جدة 45 مواطنا سعوديا، و36 شخصا من الجنسية الباكستانية، حيث تم إجلاؤهم من خلال طائرة نقل تابعة للقوات الجوية الملكية السعودية.
وعلى تطورات صعيد الأزمة السودانية، تبادل طرفا الصراع المسلح الاتهامات بارتكاب انتهاكات جديدة للهدنة الخامسة منذ بدء القتال رغم تحذيرات من الانزلاق إلى حرب أهلية كارثية.
وقال الجيش السوداني إنه دمر أرتالا تابعة لقوات الدعم السريع أثناء تحركها من الغرب إلى الخرطوم، بينما قالت هذه القوات إن الجيش هاجم بالمدافع والطائرات مواقعها في عدة مناطق بولاية الخرطوم.
جاء ذلك غداة نشر الجيش وحدات من الاحتياطي المركزي للشرطة بالعاصمة، وهي فرقة كبيرة مدججة بالسلاح لديها خبرة قتالية اكتسبتها من صراعات في دارفور غربا وفي جبال النوبة جنوبا.
وفي وقت تواصلت عمليات إجلاء مزيد من الرعايا الاجانب، وصلت إلى مدينة بورتسودان أول شحنة مساعدات إنسانية من الصليب الأحمر جوا، ضمن عمليات الطوارئ التي ينفذها منذ اندلاع المعارك.
وفي هذه الأثناء، حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من ظهور شبح الجوع والاشتباكات العرقية، جراء استمرار الحرب في السودان، وما ترتب عليها من نزوح هائلة حيث يفر المدنيون الذين يعانون من العواقب الوخيمة للعنف الدائر بحثا عن الأمان.
وأشارت المفوضية إلى أن عددا من المواقع التي تستضيف النازحين داخليا قد تم إحراقها بالكامل، بينما تعرضت منازل المدنيين والمنشآت الإنسانية لإطلاق الرصاص.
وفي سياق متصل، قالت مسؤولة الاتصالات الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي في شرق أفريقيا بريندا كاريوكي انه في خضم الأزمة، يمكن أن ينزلق ملايين آخرون في جميع أنحاء المنطقة في هوة الجوع.
وقالت الوكالة الأممية إن التهديدات الأمنية للعمليات الإنسانية في السودان، فضلا عن نهب إمدادات برنامج الأغذية العالمي من المستودعات وسرقة المركبات المستخدمة لنقل المساعدات، تحرم الفئات الأكثر ضعفا من المساعدة التي هم بأمس الحاجة إليها.
في غضون ذلك، أفادت منظمة الصحة العالمية بأن أكثر من 60% من المرافق الصحية في الخرطوم مغلقة وأن 16% فقط تعمل كالمعتاد.
وقال المتحدث باسم المنظمة كريستيان ليندماير انها تحققت من 25 هجوما على الرعاية الصحية منذ بدء القتال، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 18 آخرين.