يقول روزفلت: «إن العقول العظيمة تناقش الأفكار العظيمة، أما العقول الصغيرة فتركيزها على محاربة الأشخاص والانغماس في سفاسف الأمور دون الاهتمام بالأفكار وتطويرها».
إننا في هذه الحياة نواجه العديد من الأشخاص، منهم من يثريك بأفكاره وأطروحاته ويكون قيمة مضافة ومميزة ليومك.
ومثل هؤلاء الأشخاص إضافة لأي مؤسسة حكومية كانت أو خاصة ينتسبون إليها، فتجدهم يطورون المؤسسات، يناقشون الأفكار بعيدا عن الشخوص، يحققون تقدما، ويهدفون إلى النهضة والازدهار.
ولو شاهدنا على مر التاريخ فسنجد أن الناجحين أصحاب أفكار عظيمة آمنوا بفكرتهم، كما تبنوا أفكار الآخرين المميزة ونجحوا معا.
وفي المقابل، تواجه من هم عكس ما سبق، فمنهم ومهما علا منصبه ومسماه، تجد عقله ما زال صغيراً! وتراهم يهتمون بمحاربة الأشخاص ويتعمقون في سفاسف الأمور، ويعتقد كل منهم أنه محور الكون، وهو في الوجود لا يساوي جناح بعوضة. ومن صفات أصحاب هذه الفئة أنهم يفتقدون شجاعة المواجهة، ومروءة وأخلاقيات المنافسة الشريفة، ويعشقون العمل في الظلام!
أنصح الجميع بالابتعاد عن هؤلاء الذين تحدث عنهم الملك الإغريقي الأسطوري قدموس قائلا: إياكم والشخص المحوري!
قيل: وما المحوري؟!
قال: مسكين يظن أنه محور الكون، ويشعر بأن الناس لا تفكر إلا به، وهم به لا يشعرون، فإن كتب صديقه كلمة قاسية ظنها فيه، وإن قال زميله نصيحة عامة ظنها تعنيه، وإن رأى متضاحكين ظنهما يسخران منه، ومثل هذا يجب أن يفيق، أو يعتزل الناس.
في الختام، علينا أن نعرف ونرصد هؤلاء، الذين يعتبرون عالة على أنفسهم وأسرهم وعالة أكبر على مجتمعاتهم، كفانا الله وإياكم شر هؤلاء المرضى، ونسأل الله أن يكثر من أمثال أولئك العظماء في أوطاننا.
Al_Derbass@
[email protected]