بيروت ـ عمر حبنجر - خلدون قواص ـ أحمد عزالدين
الحراك الرئاسي متواصل، لكن الفراغ ثابت، وقد بلغ أمس شهره السادس، نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب يقرع ابواب المرجعيات، والنائب غسان سكاف يلملم شتات المعارضة بأمل التوحد خلف مرشح يمكن الالتفاف حوله، فيما بدأ السفير السعودي وليد البخاري بجولة على المرجعيات الدينية والسياسية الحالية والسابقة، تستمر حتى غد الجمعة، مؤكدا على وقوف المملكة إلى جانب لبنان بوحدة شعبه ومؤسساته، وعيشه الإسلامي ـ المسيحي المشترك.
واستهل البخاري جولته بلقاء مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان الذي أكد أن دور المملكة في لبنان أساسي كما هو في المنطقة العربية والدولية، ورأى ان انتخاب رئيس للجمهورية واستقرار لبنان وازدهاره وإنمائه هي مسؤولية تقع على عاتق اللبنانيين بداية ومن ثم على الأشقاء العرب والدول الصديقة الذين يقدمون المساعدة عندما تكون الإرادة اللبنانية صادقة وجادة.
بدوره، شدد السفير البخاري على التواصل الدائم مع دار الفتوى المرجعية الدينية والوطنية الضامنة لوحدة لبنان وشعبه، وحرص المملكة على لبنان ومؤسساته، آملا أن يشهد استقرارا ومستقبلا واعدا.
كما زار البخاري عين التينة والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتم التشاور في آخر المستجدات على الساحة اللبنانية وخاصة انتخاب رئيس للجمهورية، حيث أكد السفير السعودي «اننا لا نرتضي الفراغ الرئاسي المستمر الذي يهدد استقرار الشعب اللبناني ووحدته».
ولفت إلى ان «الموقف السعودي يشدد على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قادر على تحقيق ما يتطلع إليه الشعب اللبناني الشقيق». وللغاية نفسها، زار بخاري أيضا كليمنصو، والتقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ثم توجه إلى معراب وعرض آخر التطورات المحلية مع رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع، والتقى في الصيفي رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل، ومجمل الأحاديث تمحورت حول ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية.
من جهته، واصل بوصعب جولته على المرجعيات، والتقى أمس رئيس «حزب الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل، وقال بعد اللقاء: بحثنا في كثير من المواضيع منها أي لبنان نريد وكيف على الجميع ان يعمل للوصول إلى هذا اللبنان.
وأضاف: لكن عدم القيام بأي شيء هو لا شيء، البعض يراهن على انني أقوم بحركة لن تؤدي إلى نتيجة، ولكن عدم القيام بأمر هو أسوأ.
أما الجميل فقال: نرحب بأي خطوة تأخذنا إلى الأمل، ومنفتحون على أي مبادرة يقوم بها أي زميل، لأن لبنان لا يحتمل 6 سنوات جديدة في حال استمر العهد السابق من خلال سيطرة حزب الله على البلد.
وأشار إلى ان: المشكلة هي مع من يريد أن يقرر عنا ويمنع أي إمكانية للنهوض، وفي حال أخذ القرار بفتح صفحة جديدة وبتغيير أسلوب تعاطيه مع الشعب اللبناني فسنمد يدنا له.. المشكلة ليست بسليمان فرنجية إنما بخط سياسي أدى إلى واقعنا اليوم، وهذا خيار الموت وسنواجهه بكل الإمكانيات المتاحة.
من جهته، رأى رئيس مجلس النواب ان موقف القوات اللبنانية من ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة لن يغير شيئا في الوقائع والأمر الأكيد هو اني صادق في كل ما أقوله.
وأضاف ان رئيس القوات اللبنانية د.سمير جعجع يبدو متوترا هذه الأيام، وهو يرفض الحوار والتشريع في مجلس النواب، واجتماع الحكومة والتجاوب مع مساعي التسوية للازمة الرئاسية.
وقال «أنا ثابت في دعم ترشيح فرنجية، وأحث الآخرين على ان يكون لهم مرشحهم، وأنا سأنتظر حتى يكون هناك مرشح أو مرشحون لدى مكونات الطرف الآخر لأدعو إلى جلسة انتخابية».
وأكدت مصادر متابعــة لـ«الأنباء» ان بري وافق على المداورة في الوزارات وبالتالي التخلي عن وزارة المال لتعزيز موقف مرشحه فرنجية.
وردت الدائرة الإعلامية في حزب «القوات اللبنانية» على بري ببيان تعليقا على قوله إن «د.جعجع يبدو متوترا هذه الأيام»، وقالت «للدقة ليس متوترا إنما متحفزا ومتحسسا إن بسبب الأوضاع الكارثية التي انزلقت إليها البلاد، وإن بسبب عدم جواز السكوت عن التعطيل المتمادي للمؤسسات ووضع اللبنانيين أمام خيارات أسوأ من بعضها، أي استمرار الشغور أو انتخاب رئيس ممانع يشكل تمديدا لهذا الشغور».
وأضافت في «الوقائع والحقائق إن تمسك الممانعة بمعادلة «مرشحنا أو الطوفان» لم ولن تبدل في المعطيات الخارجية ولا الداخلية قيد أنملة، والشغور على حاله بسبب هذه المعادلة، والقادم من الأيام سيثبت أكثر فأكثر صحة ما نقول وخطأ ما يقوله الرئيس بري».
وردا على قول بري إن د.جعجع «يرفض الحوار ويرفض التشريع في مجلس النواب ويرفض اجتماع الحكومة ويرفض التجاوب مع مساعي التسوية الرئاسية»، تساءلت «كيف يمكن لرئيس «القوات» أن يوافق على حوار في معرض انتخابات رئاسية يجب أن تحصل في مجلس النواب عن طريق جلسات متتالية؟».
بدوره، قال النائب غسان سكاف، في ختام جولته على رؤساء الكتل المعارضة، انه سيكون للمعارضة مرشح جدي قبل نهاية الأسبوع الجاري، وانه بقي عليه الالتقاء بوليد جنبلاط، قبل ان يلتقي البطريرك الماروني بشارة الراعي.