اللعب هو الوسيلة الرئيسية والحقيقية لكي ينال الطفل حياة، فهو به يحيا، فلا تنظر إليه كأنه مسلٍ جانبي، بل هو منهج حياته في هذا العمر الذي يكتسب بها الحياة، فلا نضيق به حين يلعب، لأننا إذا حرمناه من اللعب حرمناه من الحياة.
وعلينا اختيار اللعبة للطفل بعناية بحيث تكون مناسبة للمرحلة العمرية للطفل، فكثيرا ما نخدع نحن بأن نعطي الطفل لعبة تحدث ضجيجا ودويا او ضوضاء او اي شيء من هذا، وهذه قد تفيد في مرحلة من العمر، ولكن ينبغي ألا تكون هي بمفردها لأنه سينظر إلى الشيء نظرة سطحية، بينما نريد نحن ان يكون اللعب وسيلة لإنماء حياته، لأنها وسيلة وحياة.
وبما ان الطفل يريد ان يمتلك كل لعبة يراها، سواء كانت ضارة او غير ضارة، لذلك لا تجعلي طفلك في عمره الصغير يختار اللعبة بل يختارها الوالدان لأنهما الأكثر وعيا بمدى مناسبة اللعبة لسن اطفالهما، لأنه من المحتمل ان يختار الطفل لعبة تفوق سنه وتكون ضارة له، فيجب توجيه الوالدين للطفل لاختيار الألعاب المفيدة التي تنمي عند الطفل القدرات العقلية والادراكية والاجتماعية مع ارشاده إلى الابتعاد عن الألعاب الخطرة، إلا ان الطفل في حاجة الى عنصر المفاجأة من الآخرين، خاصة الوالدين، في اختيار لعبة عند نجاحه او في العيد وان تكون اللعبة تنمي قدرات الطفل الانتاجية والتربوية وتطور مهارات ومدارك الطفل. وعلى الوالدين ان يشجعوا اطفالهم على اللعب الحركي ويشاركوا اولادهم فيه، قال الامام الغرالي منبها على أهمية لعب الأطفال: وينبغي ان يؤذن له بعد الفراغ من الكُتّاب (القرآني) ان يلعب لعبا جميلا يستفرغ إليه تعب الكُتّاب، بحيث لا يتعب في اللعب، فإن منع الصبي من اللعب وارهاقه بالتعليم دائما يميت القلب ويبطل ذكاءه وينغص العيش عليه.