بدأت الأخبار مبشرة في الآونة الأخيرة، حول علاجات مرض السكري، بعد أن أصبح توجه الشركات الدوائية والباحثين منصرف حول علاج هذا المرض العضال بطرق جديدة ومستحدثة، وقبل مائة عام فقط من الآن لم يكن هنالك شيء يذكر لعلاج المرضى الذين يعانون من داء السكري، فقط كانت التوجيهات الطبية تنص على اتباع حمية غذائية لا تتجاوز 400 سعرة حرارية.
في بدايات القرن العشرين تم اكتشاف هرمون الأنسولين، الاكتشاف الذي أحدث ثورة هائلة في عالم الطب، وفي العام ١٩٢٢ تم حقن أول مريض مصاب بالسكري بهرمون الأنسولين وهو الطفل طومسون.
وما كانت جهود هذا العمل المضني لتتم لولا تعاون جاد بين مجموعة من العلماء والباحثين، وفي العام ١٩٨٣ تم اعتماد أول أنسولين بشري مهندس وراثيا من قبل هيئة الغذاء والدواء الأميركية FDA، وفي العام ١٩٨٥ تم اختراع أول قلم أنسولين لمرضى السكري النوع الأول، وهي طفرة ممتازه في عالم هذا المرض.
استعرضنا نبذة بسيطة جدا عن تاريخ تطور علاج السكري لنفهم كيف بدأت العلاجات وإلى أين تسير، وفي القرن الواحد والعشرين بدأت الأخبار تتوالى مبشرة عن آخر ما توصل إليه العلماء فيما يتعلق بعلاج مرض السكري.
بعد إعلان إحدى الشركات الدوائية نتائج المرحلة الأولى من التجارب الاكلينيكية لحقنة (خلايا بيتا البنكرياس) المشتقة من خلايا جذعية، و(خلايا بيتا) هي الخلايا المسؤولة عن إفراز هرمون الأنسولين داخل الجسم، أما الخلايا الجذعية التي يستند إليها العلاج فهي المواد الخام للجسم، وهي الخلايا التي تتولد منها جميع الخلايا الأخرى وهي قادرة أيضا على أن تصلح الأعضاء إذا تعرضت لأي مكروه، ومن هنا انطلق تفكير العلماء إلى أن يستثمروا هذه المعلومات في إيجاد طرق علاجية جديدة لمرض السكري، وبذلك نكون قد دخلنا في هذا القرن مرحلة جديدة من مراحل علاج مرض السكري، نتائج المراحل الأولى من البحث مبشرة، وندعو الله أن يكون العلاج متوافرا للمرضى في أقرب وقت.
ختاما، ندعو وزارة الصحة إلى أن تستوعب مثل هذه العلاجات التي ستكون طفرة قادمة في مجال الطب، وتبدأ باستثمار وتوظيف هذه الأفكار العلاجية في مجال الطب بالكويت.