بيروت ـ منصور شعبان
قال البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، في بازيليك سيدة لبنان في حريصا (جونية)، إن لبنان يواجه أزمتين كبريين: الأزمة الأولى، الفراغ الرئاسي الذي يشل المؤسسات الدستورية، وخاصة مجلس النواب والحكومة والإدارات العامة والقضاء، ويضع البلاد في حالة التفكك والفوضى وفلتان السلاح، وارتفاع حالات الفقر، حيث إن أسرتين من أصل خمس هي فقيرة أو فقيرة جدا، بحسب تقرير البنك الدولي. كلنا نصلي لكي يعمل ذوو الإرادة الحسنة على انتخاب رئيس يكسب الثقة الداخلية والدولية، ويكون قادرا بشخصيته وتمرسه على التعاون مع المؤسسات الدستورية لتوطيد دولة القانون والعدالة، وإجراء الإصلاحات اللازمة في البنى والمؤسسات وهي مطلوبة من المجتمع الدولي لتسهيل التعاون معه.
وتابع: الأزمة الثانية، هي في تنامي عدد النازحين السوريين في لبنان، وهو عدد بات يشكل عبئا ثقيلا على لبنان، اقتصاديا واجتماعيا وديموغرافيا وأمنيا. فإنا نأمل خيرا من اللجنة الحكومية التي تكونت وبدأت العمل على حل هذه الأزمة.
وطالب مفوضية شؤون اللاجئين بأن تتعاون مع هذه اللجنة بإعطائها ما يلزم من معلومات. فقد بدأنا نشك في حسن النوايا، ونتساءل هل وراء الموقف الدولي نية توطينهم في لبنان؟ وهل هم لا يحبذون عودتهم إلى سورية خوفا من الهجرة إلى بلدانهم؟ فكيف للبنان الرازح تحت أثقاله أن يحمل إضافة مليونين وثمانين ألف نازح سوري وثلاثمائة ألف لاجئ فلسطيني؟ فنقول للمجتمع الدولي قدموا مساعداتكم للنازحين السوريين على أرض سورية وطنهم لكي يواصلوا تاريخهم ويعززوا ثقافتهم ويحموا حضارتهم. فافصل أيها المجتمع الدولي بين الوجه السياسي والوجه الإنساني ـ الوطني بعودة النازحين إلى بلادهم.