أكد رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا تعاطفه مع الكوريين الذين عانوا في ظل الاستعمار الياباني، وذلك خلال زيارة نادرة إلى كوريا الجنوبية تهدف إلى تهدئة التوتر في العلاقات المضطربة بين البلدين، في مواجهة تهديد بيونغ يانغ النووي.
والتقى رئيس الوزراء الياباني الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول الذي زار بدوره اليابان في مارس الماضي.
وقال كيشيدا بعد اجتماعه مع يون «مع مضي حكومة كوريا الجنوبية قدما، تأثرت برؤية عدد الأشخاص الذين يفتحون قلوبهم للمستقبل بدون أن ينسوا صعوبات الماضي».
وتابع «قلبي يتألم للتجارب الصعبة والحزينة لكثير من الناس في الظروف القاسية في ذلك الوقت»، بدون أن يقدم اعتذارا رسميا عن انتهاكات إمبراطورية اليابان.
ورد يون «بفضل صداقتي وثقتي برئيس الوزراء كيشيدا، سأشجع على تعميق التعاون الثنائي نحو مستقبل جديد».
وأشار إلى ان وجود قضايا تاريخية عالقة يجب ألا يعني أنه لا يمكن اتخاذ خطوات إلى الأمام لتعزيز العلاقات في مواجهة الأزمات الدولية المتزايدة، وإنه يرغب في أن تصبح العلاقات أفضل من أي وقت مضى.
وشدد على ان «التعاون والتنسيق بين كوريا الجنوبية واليابان ضروريان ليس فقط من أجل المصالح المشتركة للبلدين، بل ومن أجل السلام والازدهار العالميين في ظل الوضع العالمي الصعب الراهن».
وزار كيشيدا فور وصوله سيئول المقبرة الوطنية في سيئول، حيث دفن محاربون قدامى كوريون جنوبيون، لوضع الزهور. وقال ليم أون جونغ الأستاذ المساعد في جامعة كونغجو الوطنية للشبكة الإخبارية «واي تي ان» إن توجه كيشيدا مباشرة إلى المقبرة الوطنية أمر لافت.
وهذه أول قمة بين طوكيو وسيئول تعقد في كوريا الجنوبية منذ 12 عاما. وكان رئيس الوزراء الياباني الراحل شينزو آبي توجه إلى كوريا الجنوبية في 2018 لحضور دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ.
وكانت العلاقات اليابانية ـ الكورية قد تدهورت بعد حكم محكمة كورية جنوبية في عام 2018 يقضي بأن تدفع شركات يابانية تعويضات عن العمل القسري خلال الاحتلال الياباني. لكن سيئول قدمت مطلع مارس الماضي خطة لدفع تعويضات للكوريين الجنوبيين الذين تعرضوا لهذه الممارسة، لا تتضمن مشاركة مالية من طوكيو.