تعاني الكويت في السنوات الأخيرة من انعدام الاستقرار السياسي، وهو ما أدى بشكل واضح وصريح إلى توقف عجلة التنمية عن الحركة مهما حاول المخلصون الدفع بها.
ففي الفترة ما بين ديسمبر 2020 حتى تشكيل الحكومة الأخيرة الحالية، تشكلت 7 حكومات خلال عامين ونصف العام تقريبا، وقد بلغ عمر الحكومة فيها 99 يوما فقط.
مثلاً.. وزارة الداخلية تقلدها 4 وزراء خلال 2022، وزارة التجارة والبلدية 6 وزراء، وزارة المالية 5 وزراء، وزارة الأشغال والتربية ووزارة الاتصالات (حديثة النشأة) 3 وزراء من يناير 2020 حتى يومنا هذا (خلال ثلاث سنوات). وخلال هذه الفترة (3 سنوات) وفي الـ 7 حكومات، مر على الحكومة 55 وزيرا جديدا.
وفعليا أصبحت وظيفة الوزير هي أسرع طريق للتقاعد!
فعن أي إنجاز أو إصلاح أو نهضة تنموية نتحدث في ظل هذه التغييرات السريعة، وانعدام الاستقرار والذي لا يعطي مجالا للوزراء للعمل وفق استراتيجية يمكن تقييم أدائهم عليها أو محاسبتهم من خلالها!
لم يصبح للوزير متسع من الوقت للتعرف على فريق الوزارة وإستراتيجيتها والدفع بها، وأصبحت مهنة الوزير لتسيير أعمال العاجل من الوزارة فقط.
وبسبب أن أعضاء الحكومة يجب ألا يتجاوزوا ثلث أعضاء المجلس، نجد أن الـ 16 وزيرا محملون بأكثر من 50 وزارة وجهة مستقلة وملحقة، مقسمة بين 4 إلى 11 جهة لكل وزير.
وفي ظل ازدحام الوزير بين أعباء الوزارة وجهاتها ولجان مجلس الوزراء ومجلس الأمة واجتماعاتهم، فلو حسبنا وجود الوزير في كل جهة بالأرقام سنجد أنه يقضي أياما معدودة على أصابع اليد الواحدة، مشتتا، يعمل على تسيير العاجل من الأمور فقط.
اكتشفت أن الوزير إنسان «مسكين»، يدخل الوزارة واضعا على كتفيه مهمة تحقيق الإنجاز في العديد من الملفات، إلا أن الوقت ينفد منه بسرعة، بالإضافة إلى التحديات التي تقف في وجهه من لوائح وقوانين، وإذا حاول تعديلها، نجد أن الدورة المستندية تفوق فترة تواجد 3 وزراء من بعده في الحكومة، وذلك بسبب الروتين والبيرقراطية التي تقتل كل حلم جميل.
في حين أنه خلال الحقبة 1962 حتى عام 2006 كان عمر الحكومة 765 يوما (عامان وشهر)، والتي كان بها استقرارا سياسيا (نوعا ما) فتحققت التنمية وتطورت البلاد آنذاك.
لنتوقف قليلا ونتحدث بصراحة.. حرام ودمار ما يحصل للكويت من صراعات من أجل مصالح ومكاسب شخصية تسهم في تدمير هذا البلد وأركانه.
أعتقد أنه قد آن الأوان لضرورة القيام بإصلاحات سياسية عاجلة لتحقيق الاستقرار السياسي والارتقاء بالبلد بين مصاف الدول المتقدمة.
الكويت ولادة بالكفاءات، فقد تأخرنا كثيرا ولا تستحق الكويت من أبنائها إلا النهوض بها من جديد، والأسباب معلومة وواضحة.
رسالتي للقوى السياسية والمرشحين ضعوا الله والكويت أمام أعينكم، ولنترك المصالح الشخصية جانبا ولنركز على هموم المواطن وطموحاته.
ورسالتي الأخيرة للناخبين، أمامكم فرصة حقيقية في 6 يونيو لاختيار القوي الأمين الذي يضع مصالح الكويت فوق كل اعتبار، لا تغركم الشعارات الخداعة والخطابات الرنانة، فالمواقف هي الفيصل بين الحق والباطل، فلا تضيعوا الفرصة من بين أيديكم.
وختاماً، نسأل الله أن يوفق المرشح القوي الأمين على مصالح البلاد والعباد، وكان الله في عون الوزراء المخلصين من أبناء هذا الوطن الذين يعملون بجد واجتهاد للنهوض بهذا الوطن.
[email protected]
Al_Derbass@