هذا من قول الحكماء، وربما قيل أوسطها، وقد نسب البعض هذا القول إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ونحن أمة وسط بين الأمم ولله الحمد والمنة، والخير كل الخير في الوسطية، من هنا أقول أن كل خصلة محمودة لها طرفان مذمومان، فالسخاء وسط بين البخل والتبذير، والشجاعة وسط بين الجبن والتهور، وصدق الشاعر حيث يقول:
عليك بأوساط الأمور فإنها
نجاة ولا تركب ذلولا ولا صعبا
وقد ورد ما يؤكد ما أقول بعدة مواضع في القرآن الكريم ومنها على سبيل المثال قول المولى عز وجل (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا - الإسراء) والحقيقة أن التشدد في كل شيء مرفوض عند كل عاقل فعواقبه غير محمودة، وسبحان الله تجد كل متشدد عنيدا لا يتقبل من غيره شيئا ويظن واهما انه على صواب وغيره على خطأ، ويريد أن يجبرك على نهجه، فيسير على غير هدى خلافا للواقع، حتى وإن كان الأمر الذي أمامنا صعبا علينا أن نسدد ونقارب قدر طاقتنا، والتوفيق من الله:
إذا لم تستطع شيئا فدعه
وجاوزه إلى ما تستطيع
وعلينا جميعا أن يكون نهجنا السلام والتسامح والمودة والتعاطف والأخذ بيد بعضنا البعض، وهذا ما نريده ونتمناه، وبما أننا مقبلون على مجلس أمة جديد، نتمنى أن يكون هناك تعاون مثمر بينه وبين مجلس الوزراء، وأن نرمي بالتأزيم وراء ظهورنا وأن ننظر إلى مستقبلنا ومستقبل أجيالنا، وأن نفتح صفحة جديدة عنوانها التعاون، ولا نريد أن نرى جدلا بيزنطيا ومناكفات تؤدي إلى تعطيل مصالح البلد وحل المجلس المرة تلو الأخرى، فقد سئمنا ومللنا من ذلك، ونريد المرونة والوسطية، والأخذ والرد، وأن تكون هناك نقطة اتفاق لا نختلف عليها، وها نحن ننتظر ونتابع ونراقب ما ستؤول إليه الأمور بعد انتهاء الانتخابات، ونتمنى أن يكون هناك تعاون بين الطرفين من اجل الكويت وشعبها الطيب. ودمتم سالمين.