يُحكى ان رجلا طاعنا في السن رأى شابا وقد بدت على محياه ملامح الهم والحزن، فسأله الرجل عن سبب ذلك؟
الشاب: وقعت في حب فتاة، وعندما سألت عنها اخبروني انها ليست الفتاة المناسبة للزواج، فتضايقت، وحزنت عليها، وانا الآن مشغول البال ودائم التفكير بها.
فكر الرجل مليا ثم قال للشاب: ما رأيك ان تتزوج بفتاة اخرى؟ وعرض عليه ابنته، وتم الاتفاق بأن يرد عليه الشاب الجواب بعد مدة من الزمن اتفقا عليها، وبعد انقضاء المدة جاء الشاب الى الرجل وقد بدا عليه الحرج، فسأله الرجل عن سبب ذلك؟
الشاب على استحياء: لقد سألت بعض الناس عن ابنتك فما نصحوني بالزواج منها لأنها غير مناسبة للزواج!
تبسم الرجل من كلام الشاب ولم يغضب منه ودعاه الى تناول طعام الغداء في منزله، وكانت المفاجأة حيث اخبره الرجل انه هو وزوجته الكبيرة في السن فقط في المنزل ولم يرزقا بأولاد!
استغرب الشاب من كلام الرجل وبفطنته، وادرك ان الرجل اراد ان يعطيه درسا في الحياة بأن الناس اجناس، منهم الذي يخاف ربه ويصدقك القول، ومنهم المتلون الذي يتكلم في اعراض الناس في شاي الضحى، والدواوين، والعمل دون دليل او برهان او تثبت.
شريعتنا الغراء حرمت التكلم في اعراض الناس واسرار البيوت، وهذا رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم يأمرنا بعدم ايذاء المسلمين وتتبع عوراتهم، فيقول في الحديث الشريف «ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من تتبع عورة اخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته».
٭ اقرأ واتعظ: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ـ الحجرات: 6).